أمور الجاهلية التي حرمها الإسلام ، أتى الإسلام على أهل الجزيرة العربية وهي غارقة في ظلمات الجهل والضلال، جاء الإسلام؛ ليدحض اعتقاد الكفار في عبادة الأصنام ويخرج الناس من ظلمات الجهل والشرك إلى نور الإيمان والتوحيد، وقد بدّد الإسلام هذه الظلمات بسماحة الأحكام ونقاء التشريع وقوامة المنهج الذي التزم به الناس بكلّ ما فيه من أوامر ونواهي تتنافى مع فطرة الإنسان السوي، فدعنا نتعرّف سوياً على أمور الجاهلية التي حرمها الإسلام من خلال منصة قلمي.

أبرز أمور الجاهليّة التي حرّمها الإسلام

اعتاد الناس أيام الجاهلية على بعض الأمور والممارسات التي اشتهرت في هذه الآونة ومنها الآتي:

أمور الجاهلية التي حرمها الإسلام
أمور الجاهلية التي حرمها الإسلام

الربّا

سادت حالة من الجشع والاستغلال لدى طبقة الأغنياء في المعاملات المالية فيما بينهم وبين الفقراء المحتاجين، فقد كان الغني المقتدر حينها يقرض الفقير بعض المال مقابل نسبة من الزيادة على المال عند السداد، ولقد حرّمت الشريعة الإسلامية هذه المعاملات تحريماً قاطعاً واعتبرته من كبائر الذنوب التي تستحق غضب الله على آكلها، فقد قال الله تعالى:” وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ ۖ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ” وقد نهى الله تعالى عن الربا في قوله تعالى :”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ “.

السحر والكهانة

شاع بين الناس أيام الجاهلية سؤال الكهان عن الأمور الغيبية فيخبروهم بها ويصدقونهم دونما أي تفكير يُذكر، وقد استخدم الناس السحر قديماً في إيذاء بعضهم البعض لاعتقادهم في قدرة الجن على مس البشر بالسوء والحاق الضرر بهم، ولقد حرمت الشريعة الإسلامية أمور السحر التي اعتبرت من كبائر الذنوب التي تستحق قتل مرتكبها، أكّدت الشريعة الإسلامية على أن الأمور الغيبية لا يعلمها إلا الله، ولقد جاء في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن قال:مِنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلِهُ عَنَّ شَيْءٌ لَمْ تَقْبَلْ لَهُ صَلَاَةُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةٌ“.

الطّيرة والأزلام

شاعت الطيرة بين الناس في أمور حياتهم حيث أنه كان إذا أراد أحدهم أن يهم بأمر ما فقد كان يحرّش بين الطير فإذا ذهبت يميناً مضى في أمره ولا يبالي أما إذا ذهبت يساراً يتشاءم ويعدل عن أمره، ولذا ينبغي على كل عاقل عدم الاستناد على هذه الأمور التي حرمها الله وحقر من شأنها وبغض القائمين عليها نظراً لعدم مصداقيتها وليست بدليل قاطع لسلامة الشخص في أمرٍ ما عن عدمه.

اشتهرت استخدام الأزلام أيام الجاهلية وهي تعتمد على الانتقاء فيما بين ثلاثة أسهم في قدح مكتوب عليهم افعل ولا تفعل إلى أن يظهر له أحد الأمور الثلاث فيحدد أمره اعتماداً عليها، وقد حرمت الشريعة الإسلامية هذه وأنكرتها بشدة وأكّدت على ضرورة الإيمان بقضاء الله وقدره، واستعانة العبد لربّه عن طريق صلاة الاستخارة في جميع أموره مما يقربه إلى الصواب في جلّ أموره وتبعد عنه الحيرة في أموره الخاصة بحياته.

وأد البنات

كان احتقار المرأة في المجتمع الجاهلي قديماً من الأمور الشائعة وقد كان يسلب منها أبسط حقوقها لكونها امرأة فقط والتي تمثلت في عدم أحقيتها في الورث فهي لا ترث ولا تورّث واعتبرت كمتاع للرجل، وقد كان الرجل يتشاءم عندما تولد له بنت ويسود وجهه نظراً لاعتقادهم بأنها تجلب العار مما اضطرّ بعضهم من التخلّص منهم عن طريق وأدهم أحياء، وقد حرّمت الشريعة الإسلامية هذه الأفعال المشينة وقتل النفس بغير حق بل وأعطت الشريعة الإسلامية حقوق المرأة بالكامل دونما نقصان.

الزواج المحرّم

اختلفت أشكال الزواج في الجاهلية نظراً لنظرة الناس الدونية للمرأة مما تسبّب في ظهور هذه الأشكال المحرّمة من الزواج باستثناء شكل واحد أقرّته الشريعة الإسلامية  وهي كالآتي:

  • الشكل الأول: (نكاح الاستبضاع) وهو عندما يريد الرجل انجاب ولداً متميزاً ذهب إلى واحداً من وجههاء القوم ليرسل إليه زوجته فينكحها وعندما تلد له الولد ينسب إلى الوالد الأصل في النسب والميراث.
  • الشكل الثاني: يدخل على المرأة عدة رجال ليجامعونها حتى إذا حملت وولدت ولدها أرسلت إليهم لتضع الرضيع على حجر أحدهم فيلحق إليه في النسب والميراث.
  • الشكل الثالث: تنصب الناس بعض الرايات على بيوتهن لتعلن عن إمكانيه فعل الفاحشة وتلك الصورة تُعتبر عين الزنا الذي حرّمته الشريعة الإسلامية.
  • الشكل الرابع: يذهب الرجل ليخطب المرأة من والدها ويقدم لها مهراً يتناسب معها وتلك الصورة التي أقرتها الشريعة الإسلامية.