تعريف التسامح الإسلام دين تسامح، فقد بعث الله سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام،
ليدعو الناس إلى الإسلام والإيمان برسالته السماوية فهو خاتم النبيين وخير المرسلين، وقد تعرض
النبي ومن معه ممن أمن به إلى أشد أنواع العذاب، وقاموا باضطهاد المسلمين ، وفرضوا عليهم أساليب
وحشية كثيرة حتى أراد الله أن يتم الرسالة والفتح ودخول الرسول إلى مكة امن سالم، وعندما دخل
الرسول على مكة فقد ظن المشركون أن الرسول سيفعل بهم ما كانوا هم فاعلون، ولكن رسولنا الكريم
أوضح لهم أن ديننا دين تسامح وعفا عنهم وعاشوا معهم سالمين أمنين.
تعريف التسامح
مما لا شك فيه أن لا شئ يعلو فوق روح التسامح، فالتسامح هو أحد أهم المبادئ الإنسانية والأخلاقية،
فهو رغبة قوية تبدو داخل الإنسان لمعرفة مزايا الناس والعفو عنهم عند المقدرة، بدلاً من إيذائهم لأي
سبب من الأسباب قد حدث من قبل، فالتسامح يعمل على التقليل من المشاكل التي نحدث بين الناس
لسوء الظن بهم، فقد يصدر من صديق لك تصرف قد حدث بالخطأ ولكن قد لا تعفو عنه أبداً وهذا ضد مبادئ التسامح.
مفهوم التسامح
فالتسامح هو الشعور بالعطف والحنان والرحمة داخل قلوبنا فلابد أن تفتح قلبك لحب الناس لا
للشعور تجاههم بالغضب، فالمجتمع الذي نعيش فيه يتشابك مع الكثير من العلاقات الاجتماعية
والإنسانية، والتي من خلالها يجب التحلي بالتسامح الذي من خلاله نتمكن في التعامل مع غيرنا
بالطرق السليمة والتي تعمل على الرفع من أنفسنا ومن مجتمعنا، ويجب أيضاً أن يتمتع المجتمع
بالتسامح حتى يعيش الجميع في سعادة ورخاء .
تعريف التسامح لغة واصطلاحاً:
تعريف التسامح لغتاً: يعد التسامح من أهم المبادئ الإنسانية السامية التي يتحلى به الإنسان
فهو مبدأ يجعل الفرد يتناسى الأحداث المؤلمة الماضية، والتي تعمل على تسبب الأذى له والألم،
ويجعله يتخلى عن فكرة الانتقام والتفكير جيداً في فكرة الانتقام والعمل على الفكر الايجابي لدى
الفرد وعدم الحكم على الآخرين واتهامهم بالباطل، والعمل بمبدأ الجميع خطائون، ويعد التسامح إحساس
رائع لو دل فإنه يدل على الرحمة والسامح والعطف.
تعريف التسامح عند حقوق الإنسان:
يعد التسامح عند حقوق الإنسان هو قيمة تكون بشكل موثوق
كحرية التعبير عن الرأي، حقوق أسرى الحرب، تنظيم المجتمع والمطالبة بالمساواة أمام القانون، ويتميز
بها النظام الديمقراطي، ويتمتع أيضاً بمفهوم أن لكل إنسان في هذا المجتمع قيمة ومكانه وحقوق يجب
أن يتحلى بها، ومن الصعب أن يتخلى عنها لأي سبب من الأسباب، بل ليس إلا الاحترام الكامل لمن
يخالفه في الرأي لا التزمت.
تعريف التسامح اصطلاحاً:
بمعنى أن يتمتع الإنسان بميزة العفو عند المقدرة، وعدم الإساءة للآخرين وعدم رد الغلط بالغلط، والتحلي
الدائم بالأخلاق الحميدة التي يتمتع بها ديننا الإسلامي وباقي الديانات السماوية، لأن هذا بعم على المجتمع
بالفائدة فتعم الخير والحب ويصبح المجتمع يد واحدة متضامن لا يوجد به أي صراعات أو خلافات، بل يتم
فيه احترام الثقافات الأخرى وقيم الغير فيعم الرخاء والسلام على المجتمع أثره.
أنواع التسامح:
التسامح الديني: هو يعني التعايش مع كافة الأديان الأخرى في سلام ورخاء، مع ممارسة كافة
الشعائر الإسلامية بمنتهى الحرية وفي أوقاتها المحددة، والبعد التام عن التعصب الديني الذي هو
لا يتناسب مع التسامح أبداً.
التسامح السياسي: وهو يعني التعامل مع الآخرين بمنتهى الديمقراطية وعدم التعصب مع ضمان
للأفراد الحريات السياسية والتيارات مهما كان الاختلاف أو الميل السياسي سواء أكان على المستوى
الشخصي أو على مستوى المجتمع
التسامح الثقافي والفكري: وهو احترام أراء وثقافات المجتمعات أي كان معتقداتهم في الحريات، وعدم
التعصب لأراء معينة واحترام لغة الخطاب وآداب الحوار وخاصة لما هم في مكانة علمية كبيرة.
أهمية التسامح:
- يجعل الإنسان متمتعاً بشخصية إيجابية، والعمل الأكبر على مستقبله وحياته العملية والاهتمام بتعمير المجتمع.
- يضفي تأثيراً معنوياً رائع في زيادة العلاقات بين الأفراد داخل المجتمع كالأصدقاء الأهل الأقارب.
- يعمل على تعرف الفرد على المعنى الحقيقي للتعاون مع الآخرين وهذا هو السعادة والراحة النفسية.
- يكون أولى اهتمامات الشخص هي المصلحة العامة مع الحفاظ على الآخرين، ويبدو هذا خلال عدم التعدي على مصلحة الآخرين بالطرق السليمة.
- الجزاء من عند الله والتعود على العفو على المخطئ دون أدنى مقابل.
- يمنع التسامح حدوث المشاحنات بين الأصدقاء والمحبين ويعمل على رخاء ونقاء الجو الأسري.
- يعمل على رفع قيمة العلم والتثقيف والحوارات البناءة والفعالة في المجتمع، ويعمل على جعل الأفراد يهتمون بالأساليب والعمل على تحقيق مناصب عليا من الثقافة والعلم حتى يحصل على أهدافه من أقصر الطرق الممكنة دون أن يأخذ مجهود أحد.
- يتم تحقيق المصلحة الشخصية دون المساس بحقوق الآخرين والحفاظ عليها.
- يقوم التسامح على رفع مكانة الشخص الذي يبادل بالإساءة وجعله إنساناً مليئاً بالخير ويملك نفسية سوية ويبعد عن الكره والبغض للآخرين.
- يعمل على التخلص من الأخطاء التي يقوم بها الفرد مع الشعور بالذنب ويعمل على تصحيح أخطائه ومسامحته لنفسه وتقبله للآخرين.
- يولد التأثير الإيجابي بين الأفراد وبالتالي في المجتمع أجمع.
وللتربية دور مهم في إنتاج أفراد سويين متسامحين، فالأهل هم الذين يزرعوا في أبنائهم الأفكار
العنصرية الغير سوية والحاقدة أثناء تربيتهم لأولادهم، وبالتالي ينشئوا أشخاصا مريضين في قلوبهم
وسلوكياتهم، فمن الأجدر أن يقوموا بتربية أبنائهم على الاحترام والأخلاق الحميدة والعفو عند المقدرة
ونسيان الإساءة للغير، وبذلك سيحصلون على أبناء متسامحين سويين أصحاء، يقوي المجتمع ويرفع من
شأنه ولا يتجاوز الأخطاء بصدر رحب ويعفو عن من يسئ إليه.
أثر التسامح على الفرد والمجتمع:
يتطلب وجود التسامح أكثر في المجتمعات المليئة بالصراعات والمتعددة الفكر والأديان، ففي هذا الوضع
يكون من الأفضل وجود التسامح والغفران لدى الأفراد في مثل تلك المجتمعات، فلابد من منع العنصرية
التطرف فليس من الضروري أن المختلف لوناً غريب أو مثير للسخرية، ولكن أننا كلنا أخوة في هذه الحياة
لا فرق بيننا كلنا سواسية.
فالمجتمع لدينا يحتوي على الكثير من الخلافات والاختلافات، وبالتالي توحد في بعض المواقف ويتضح
التفرق بين الناس في الآراء والاختلاف أيضا في الأجناس والأعراق والقوميات، والكثير من الثقافات المختلفة
بين الناس، ويظهر ذلك أن الجميع يريد أن يعيش في سلام على حسب معتقداتهم،ومن أهم الآثار المترتبة
على التسامح في المجتمع وعلى الفرد:
- خلق بيئة جيدة بين الأسرة خالية من المشاحنات والمضايقات مليئة الحب والأمان.
- ارتفاع رصيد الإيمان لدى المتسامح بأن يجعل نيته بأن رصيد عفوه وتسامحه عند الله تعالى.
- انتشار الحب والسلام بين أفراد المجتمع أجمع وتوطيد العلاقات بينهم وزيادة المحبة بين الناس.
- خلو القلوب من الكره والغل ومشاعر الانتقام وحلول الحب والسلام بين الناس.
- تفادي العداوات والأضرار الناتجة من انتشار الإساءة بين الناس وترك فضيلة العفو والتسامح.
يدعي الكثير من الغرب أن ديننا دين تعصب وإرهاب، ولكن نحن دين سماحة عفو فلقد حثنا رسولنا الكريم
عن العفو عند المقدرة وكظم الغيظ وغيرها من الأشياء التي تدل على تسامح ديننا.
اقرأ المزيد: كيف تتعامل مع الاخرين؟