كيف أتخلص من عصبيتي الزائدة ، السيطرة على العصبية الزائدة مع الأولاد والزوج أو الزوجة والأهل، والتحكم في العصبية في العمل والقيادة هدف يسعى إليه الجميع، وسنتناول في مقالنا اليوم في منصة قلمي الإجابة على سؤال كيف أتخلص من عصبيتي الزائدة، مع توضيح الجزاء الرباني للسيطرة على العصبية، والإرشادات السماوية والطبية والنفسية لعلاج العصبية الزائدة.

كيف أتخلص من عصبيتي الزائدة:

العصبية الزائدة تحدث نتيجة ضغوط كثيرة يتعرض لها الفرد تؤدي إلى فقدان الثبات الانفعالي، وعدم القدرة على التحكم في ردود الأفعال، خاصة عندما يتعلق الأمر بالكثير من المواقف العصيبة، والأوضاع الخاطئة، والشخصيات المستفزة التي نضطر للتعامل معها يومياً في العمل أو أثناء القيادة أو أثناء تخليص إجراءات حكومية روتينية.

كيف أسيطر على عصبيتي:

  • إذا عرف الإنسان جزاء التخلص من العصبية والسيطرة على النفس والتي وعدنا بها الله تعالى فإنه سيسعى جاهداً للتخلص من العصبية ونيل أفضل الجزاء من الخالق عز وجل حيث قال تعالى في وصف عباده المؤمنين:

{وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}

في هذه الآية الكريمة دعوة لكظم الغيظ والتحكم في الغضب والعفو عن الناس وجعلها الله سبحانه وتعالى من ضمن صفات عباد الله المؤمنين.

  • العصبية الزائدة تؤدي للغضب الجامح والذي ينتج عنه العديد من الأمور التي لا يحمد عقباها، وقد حثنا سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام على تجنب الغضب، وجعل عاقبة التحكم في النفس وترويضها وإبعادها عن الغضب هي الجنة فقد قال عليه الصلاة والسلام لأبي الدرداء حين سأله عن عمل يدخله الجنة قال: «لا تَغْضَبْ، ولكَ الجنة».

كيف أعالج عصبيتي الزائدة:

هناك العديد من الطرق التخلص من العصبية الزائدة سنستهلها بالهدي النبوي وإرشادات الرسول عليه الصلاة والسلام لصحابته الكرام، ثم نتحدث عن العلم الحديث وما اكتشفه من طرق علاج العصبية المفرطة.

  • الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، الرسول عليه الصلاة والسلام حين مر بأشخاص منفعلين أرشدهم لكيفية التخلص من الغضب والعصبية الزائدة فدعاهم إلى الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وأرشدهم أنها تذهب الغضب.
  • الصمت وقت الغضب،  قال عليه الصلاة والسلام: ( إذا غضب أحدكم فليسكت )، فحين الغضب ينفعل الإنسان ويخرج من فمه كلمات عنيفة قد تؤدي إلى هلاكه وخراب بيته وقطيعة رحمه؛ لذلك فالصمت عند الغضب أفضل بكثير من الكلام إذا كان الإنسان لن يستطيع السيطرة على ما يقول.
  • تغيير الوضع، كما حثنا الرسول الكريم على تغيير الحالة التي نحن عليها وقت الغضب وفي هذا صرف للنفس عن الاستمرار في العصبية الزائدة وخروج من حالة الغضب الشديد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ،فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع ) .

  • الوضوء عند الغضب، وقد حثنا الرسول عليه الصلاة والسلام على ذلك، وثبت طبياً أن العصبية الزائدة والغضب يصاحبها توتر في عضلات الجسم واندفاع شديد للدم مما جعل العديد من الأطباء النفسيين ينصح بأخذ حمام بارد عند الغضب؛ لعمل استرخاء للعضلات وسيطرة على فوران الدم الناتج عن الغضب.
  • صرف النظر عن الموقف الحالي والذي يثير عصبيته، والبعد عن التفكير السلبي والتفكير بإيجابية لحل المشكلة القائمة، مع محاولة الصمت كما دعانا الرسول عليه الصلاة والسلام أو على الأقل التحكم في الألفاظ بحيث لا تكون جارحة ومؤذية والتي قد تؤدي إلى زيادة تعقد الموقف وبالتالي احتمال زيادة العصبية والضغوط النفسية.
  • تمارين الاسترخاء، ينصح العديد من الأطباء النفسيين بالمواظبة على تمارين الاسترخاء للتغلب على العصبية الزائدة ومن ضمن هؤلاء الأطباء الدكتور موسى نجيب موسى الاستشاري النفسي الكبير،  والذي حدد بعض تمارين الاسترخاء الهامة  ومنها:أخذ دش بماء دافئ ثم التمدد والاسترخاء على السرير مع النظر بتدقيق في سقف الغرفة وإيقاف التفكير في أي شئ، ويستمر هذا التمرين حوالي ربع ساعة.
  • التخلص من الطاقة السلبية، حيث أن الطاقة السلبية تزيد التوتر والعصبية، ويمكن التخلص منها عن طريق هذا التمرين: التمدد على كرسي ظهره مفرود (مثل الشيزلونج الموجود عند الأطباء النفسيين) مع مد كلا الزراعين إلى الأمام وفتح وغلق الكفين ويستمر هذا التمرين لمدة ربع ساعة بعدها يتخلص الشخص من توتره وعصبيته.
  • تمارين التنفس، يمكن اللجوء لتمارين التنفس بأخذ شهيق ببطء لمدة خمس ثواني مع عدم إخراج هذا النفس لمدة 3 ثواني ثم إخراج النفس من الفم ، ومما يؤكد أهمية هذا التمرين أن هذا التمرين من ضمن التمارين التي أشار لها الدكتور إبراهيم الفقي لتحسين الحالة النفسية والغريب أن الاستمرار في هذا التمرين ضمن سلسلة من التمرينات الأخرى يؤدي إلى إنقاص الوزن .
  • التركيز على إخفاء الانفعالات الظاهرة على الإنسان، فمن المعروف أن انفعالات الإنسان التي تخرج بلسانه لا تظهر كثير من خفايا نفسه، بينما جسم الإنسان يفضح أكثر من نصف  انفعالاته وخباياه، لذلك إذا تحكم الإنسان في انفعالاته بحيث لا تظهر للآخرين فإن ذلك يؤدي لعدم توتر الشخص الآخر مما يساعد في هدوء الموقف والتخلص من التوتر.
  • البعد عن توقع الأسوأ، مما يزيد من التوتر والعصبية أن الإنسان وقت الغضب يتوقع العديد من الأمور اللاحقة بطريقة سيئة جداً مما يزيد من سوء حالته ويزيد غضبه وتوتره، لذلك على الإنسان أن يطمئن ذاته ولا يتوقع الأمور السيئة ويصرف نفسه عن ذلك بمحاولة إيجاد حل للموقف الحالي والتفكير في بعض الأمور الإيجابية التي تساعده في ذلك.

في نهاية مقالنا نرجو أن نكون قدمنا لكم إجابة شافية عن سؤال كيف أتخلص من عصبيتي الزائدة ؟ ، ونحن نعلم أنه في ظل الضغوط الحياتية المستمرة يعتبر السيطرة على العصبية أمراً صعباً ولكنه ليس بالمستحيل، فلنسعى سوياً لنيل الجنة التي وعدها الله لعبده الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس.