كيف يكون بر الوالدين في حياتهما، بر الوالدين البر أمر عظيم محبب كلمة حروفها قليلة لكنها تحمل في طياتها معانٍ عظيمة جليلة، وإذا كان البر المطلق أمر محمود في الشرع بل ومعظم فاعله عند الخلق وبين الناس فكيف يكون البر بمن هم أعظم حقا عليك وهم الوالدين، قال الله تعالى في القرآن الكريم ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) [سورة الإسراء الآية : 23-24] انظر كيف بدأ  الله تعالى الأمر بعبادته ثم ثنى ببر الوالدين توكيدا على عظم هذا الأمر .

ونحن في   موقع قلمي اليوم نطوف معك في هذا المعنى العظيم كيف يكون بر الوالدين في حياتهما لننعم بأسرة إسلامية يحوطها الأمان والسعادة .

برّ الوالدين:

الوالدان أكثر الناس كدا في الحياة لا لأجل راحتهم أو سعادتهم بل لراحة وسعادة أبناءهم بل انظر إذا سألت أي أب أو أم مهما كان مستواه الاجتماعي أو المادي أو الثقافي عن الأمنية والحلم التي يعيش من أجله حاضره ومستقبله فسيخبرك بلا تردد أن أرى أولادي من أسعد الناس  .
هكذا هي الفطرة التي جلب الله عليها الوالدين، انظر كيف يكون حالك بلا اعتناء أمك بك وبلا كد والدك من أجل راحتك بل تأمل ماهو أول ما تفكر به عند دخولك لمنزلك ؟ الست تسأل أين أمي ؟ هكذا بلا تردد وبلا حاجة لها في وقت السؤال لكن قربها ووجودها هو بالنسبة لك الأمان ، إن الإنسان الكريم إذا أسدى له أحدهم معروفا وهو لا يعرفه وجب عليه أن يصون هذا المعروف فما بالك بمن كانوا سببا في وجودك بعد الله سبحانه وتعالي إياك أن تكون سببا في حزنهم أو في دمعة تنزل من عين امك بل ليكن همك الأول كيف تسعدهم وكيف ترسم الابتسامة على وجوههم ، كيف تجعلهم فخورين بك ويرون كدهم لم يضع سدى .

كيفية برّ الوالدين

  •  إياك أن ترى نفسك كبيرا عظيما فوقهم ، فمهما علا شأنك في الدنيا فلولاهما بعد الله لما كنت ولما كان لك قيمة وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم ( انت ومالك لأبيك )
  • ( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ) إياك أن ترفع صوتك على والديك مهما كان ما تريد مهما كان اختلافك معهم ، بل مهما كنت انت على صواب وهم على خطأ .
  • تخفف من مسئولياتك حين تراهم لا تذهب لهم وهم الحياة على كتفيك فتلقيه عليهم فيصيبهم الهم، بل إذا حضرت في مجلسهم فمازحهم وتبسم واحجب عنهم ما يحزنك فكذا كانا يفعلان وانت صغير يحملون هم عنك الهم ( هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ )
  • (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) أسمعت هذا الدعاء ؟ حققه لوالديك اجعلهم يرونك ناجحا فتقر عينهم بك، صالحا فتسعد قلوبهم .
  • ساعد والديك ما استطعت اجعلهم يستقون بك على ضعفهم في الكبر ، يستندون إليك إذا مالت بهم الهموم ، لا تتصور أنهم ليسو بحاجة لمؤازرتك بل هم في أشد الحاجة لذلك كلما كبروا لكنهم يأبون طلب المساعدة بلسانهم فكن انت السابق لكل خير.
  • تذكر كل مناسبة سعيدة لوالديك وكن أول من يهنئ بها واحضر هدية بسيطة تدخل السرور على قلبهم ، كالأعياد  ويوم الجمعة والمناسبات السنوية وعيد الميلاد بل وعيد زواجهم كن لطيفا رقيقا ليست زوجتك فقط من تنتظر منك الوردة فلم لا تهديها لامك أيضا فأنت رجلها .
  • كن أول من يسهر عليهم في المرض ويرضيهم فكم كانا يواصلان الليل والنهار لأجلك ، لأجل أن يوفرون لك المأكل والملبس والمشرب ولأجل أن يوفران لك كل ما تحتاج .
  • إياك أن تشعرهم أنك قد استغنيت عنهم وقد كبرت عليهم ولم تعد بحاجتهم بل دائما اشعرهم من غير إثقال عليهم انك بدونهم لا شئ .
  • أطع أوامرهم في كل طاعة فأطعهما ما لم يؤمراك بمعصية ( وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا )
  • تحملهم في أوقاتهم الصعبة فكلما كبر الوالدين كلما زاد ضيقهم وربما عصبيتهم فتحمل كما تحملاك سابقا وكن أنت صاحب اليد الحانية التي تخفف عنهم آلام كبر السن .
  • تحمّل منهما عصبيتهما وكلامهما القاسي، فهدفهما توعيتك وتربيتك على الأخلاق الحميدة التي يفتخرون بها، وبأنهم يرونَ فيكَ الشخصَ الذي سيحققُ أحلامهما، فهما يحبان أن تكون أفضل منهما، وأن تحقق ما لم يستطيعا تحقيقه.
بر الوالدين بباك الأعظم لصلاح الدنيا بل وللفوز بعظيم ثواب الآخرة إياك أن تترك هذا الباب حتى يفوت الأوان ( فرغم أنف امرئ أدرك والديه أو أحدهما ولم يغفر له )