لماذا لحم الابل ينقض الوضوء ؟ إن لحم الابل من اللحوم التي أباح الله أكلها للمسلمين، ولكن أختلف العلماء حول نقد لحم الابل للضوء أم لا، واستند كل فريق من العلماء على رأي مختلف يدعمه بالأدلة والقرآن ليؤكد رأية ويقويه، وفي هذا المقال سوف يوضح لكم موقع قلمي أسباب تحريم لحم الابل.

لماذا لحم الابل ينقض الوضوء؟
لقد أختلف العلماء حول وجوب الوضوء بعد تناول المرء للحم الإبل، وقد اجتمعوا على رائيين سوف نوضحهم فيما يلي وهما:
الرأي الأول:
يرى أن أكل لحم الإبل بمختلف الطرق سواء كان مشويًا أو مطبوخًا أو نيًا يبطل الوضوء، وقد أتفق على هذا الرأي كلًا من أحمد بن حنبل، وابن حزام، والشافعي، أما بالنسبة للشافعية فقد أتفق على هذا الرأي معهم كلًا من البيهقي، وابن المنذر، وابن خزيمة، والنووي، وقد رجح هذا الرأي أيضًا ابن تيمية، وابن القيم، والشوكاني، والصنعاني، وقد ذكروا بعض الأدلة من القرآن والسنة تؤكد رائيهم.
أدلة الرأي الأول:
من ضمن الأدلة هي الحديث الذي جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو: “أنَّ رجلًا سأَل النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: يا رسولَ اللهِ أنتوضَّأُ مِن لحومِ الغَنمِ؟ قال: إنْ شِئْتَ فتوضَّأْ، وإنْ شِئْتَ فلا تتوضَّأْ. قال: أتوضَّأُ مِن لحومِ الإبلِ؟ قال: نَعم، توضَّأْ مِن لحومِ الإبلِ. قال: أُصلِّي في مرابضِ الغَنمِ؟ قال: نَعم. قال: أُصلِّي في مبارِكِ الإبلِ؟ قال: لا”، وقد تحدث ابن قدامة في هذا الأمر وذكر في كتابه المغني:
“وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ: فِي الَّذِي يَأْكُلُ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ: إنْ كَانَ لَا يَعْلَمُ لَيْسَ عَلَيْهِ وُضُوءٌ، وَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ قَدْ عَلِمَ وَسَمِعَ، فَهَذَا عَلَيْهِ وَاجِبٌ؛ لِأَنَّهُ قَدْ عَلِمَ، فَلَيْسَ هُوَ كَمَنْ لَا يَعْلَمُ وَلَا يَدْرِي. قَالَ الْخَلَّالُ: وَعَلَى هَذَا اسْتَقَرَّ قَوْلُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ فِي هَذَا الْبَابِ”

اقرأ أيضًا: حكم أكل لحم الابل في المذاهب الأربعة.
الرأي الثاني:
قد أتفق أصحاب هذا الرأي على أن أكل لحم الأبل بمختلف أنواعه لا ينقض الوضوء تمامًا، وأصحاب هذا الرأي هما أبي حنيفة، وصاحبيه، وأنس بن مالك، والشافعي ويعتبر هذا الرأي هو الرأي الثابت عنه.
الدليل الأول:
أما بالنسبة للدليل على الرأي الأول هو ما جاء رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه في حديثة الشريف “كان آخرُ الأمرَينِ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ تركُ الوضوءِ ممّا مستِ النارُ” وقام الطحاوي بشرح هذا الكتاب وقال به (فَإِذَا كَانَ مَا تَقَدَّمَ مِنْهُ هُوَ الْوُضُوءُ مِمَّا مَسَّتْ النَّارُ، وَفِي ذَلِكَ لُحُومُ الْإِبِلِ وَغَيْرِهَا، كَانَ فِي تَرْكِهِ ذَلِكَ تَرْكُ الْوُضُوءِ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ) وقد قال الننوي به: (وَأَمَّا النَّسْخُ فَضَعِيفٌ أَوْ بَاطِلٌ؛ لِأَنَّ حَدِيثَ تَرْكِ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتْ النَّارُ عَامٌّ، وَحَدِيثَ الْوُضُوءِ مِنْ لَحْمِ الْإِبِلِ خَاصٌّ، وَالْخَاصُّ يُقَدَّمُ عَلَى الْعَامِّ، سَوَاءٌ وَقَعَ قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ).

والدليل الثاني:
هو حديث ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم “عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ عنهُما: إِنَّما الوُضوءُ ممَّا يخرجُ وليسَ مما يدخلُ، وإنما الفِطرُ ممّا دخلَ وليسَ مما خرجَ”.
والمقصود بهذا الحديث أن مفسدات الوضوء هو أي شيء يخرج من الجسد مثل البول والغائط والريح، وبالنسبة للسيدات الدم، وما يفسد الصيام هو كل ما يدخل إلى الفلم وليس ما يخرج منه، والدليل هنا هو أنه لم يذكر تناول لحم الإبل من ضمن مفسدات الوضوء.