كيفية التعامل مع سن المراهقة ، المراهقة تلك المرحلة السنية الحرجة التي تكون بين مرحلة الطفولة والشباب، والتي تشهد تغيراً كبيراً في جسم المراهق وعقله ونفسه، سنتناول في هذا المقال من موقع قلمي تعريف مرحلة المراهقة، وشرح وافي لأهم 10 نصائح  للتعامل مع  المراهق والمراهقة في هذه المرحلة الخطيرة من العمر؛ كي تمر هذه المرحلة بسلام وحب بين الأهل والأبناء.

تعريف مرحلة المراهقة:

مرحلة المراهقة هي المرحلة العمرية بين الطفولة والشباب والتي تبدأ غالباً في الحادية عشر من العمر وتنتهي في الواحد والعشرون، حيث تبدأ هذه المرحلة بتغيرات جسدية سريعة في جسد المراهق والمراهقة، ويبدو ذلك واضحاً بنمو الجسم و تغير كبير في الهرمونات والغدد يتبعه تغير في الأعضاء التناسلية وظهور علامات الرجولة في الأولاد والأنوثة في البنات، ليس ذلك فحسب، ولكن كل ذلك يؤدي إلى تغيرات نفسية واضطرابات كبيرة يعاني منها المراهق ويحتاج فيها للمساندة  من الأهل والمحيطين.

كيفية التعامل مع سن المراهقة:

هناك مجموعة من النصائح الواجب اتباعها كي تستطيع اجتياز مرحلة المراهقة  بنجاح مع ابنك أو ابنتك المراهقة :

  • الإنصات: عليك الإنصات باهتمام لكلام المراهق واعتباره صديقاً لك، فهو لم يعد الطفل الصغير الذي يستجيب لأوامرك ويطيعك، بل هو الآن في مرحلة تكوين الشخصية، والتي تجعله يطرح العديد من التساؤلات والتي يجب عليك أن تُعد لها إجابات مقنعة، وتستعد لحواره ومناظرته وإقناعه بلا تعال.
  • المصاحبة: عليك اتباع الحكمة المنسوبة لسيدنا علي رضي الله عنه  “لاعب ابنك سبعاً، وأدبه سبعاً، وصاحبه سبعاً، ثم اترك له الحبل على الغارب”، فبعد السبع سنوات الأولى من الملاعبة في سن الطفولة والتأديب في سبع سنوات أخرى عليك مصاحبة ابنك بعدها في سن المراهقة، والمقصود بالمصاحبة هنا هي أن تقترب من ابنك وتعامله كصديق تشاركه اهتماماته وتنصت إليه وتعرف لغة عصره وتجاريها بما لا يخالف مبادئك واعتقاداتك.
  • مواكبة العصر، بالتأكيد أنت من جيل وابنك من جيل آخر ، وصراع الأجيال أمر لا خلاف عليه، لذلك عليك محاولة التعرف على الجيل الجديد، معتقداته وكلماته التي يستخدمها في حواراته، والتكنولوجيا التي يستخدمونها؛ حتى تستطيع التعامل معه بلغته وأسلوبه، وحمايته من أي خطر مستحدث قد يتعرض له وأنت لا تعلم عنه شيء .
  • الإجابة على أسئلة المراهق، حين ينمو جسد المراهق وتظهر به العديد من التغيرات التي لا يعرف فحواها ولماذا تحدث، يشعر الابن أو الابنة بمرحلة من عدم الاتزان فهو لم يعد طفل وليس شاب كامل النضوج؛ فعليك في هذه المرحلة أن توضح له بطريقة علمية مبسطة فحوى هذه التغيرات الجسدية التي طرأت عليه، وأنها إعداد تدريجي من الخالق عز وجل له كي يكون رجلاً كامل الرجولة أو امرأة تستطيع الارتباط والإنجاب وتحمل مسئولية أسرة في يوم من الأيام.
  • الثقة، يجب على الأب والأم إعطاء أبناءهم شعوراً قوياً بأنهم يثقون بهم ثقة كبيرة؛ فحينها يحاول الأبناء إثبات جدارتهم بهذه الثقة، وفي نفس الوقت لابد أن تكون هذه الثقة ليست ثقة عمياء، ولكنها ثقة ظاهرية يوجد وراءها رقابة خفية لتصرفات الابن أو الابنة دون أن يشعرون بذلك كي تستطيع حل أي مشكلة يتعرضون لها.
  • متابعة أصدقاء ابنك المراهق، عليك بمعرفة أصدقاء ابنك المراهق وسلوكهم، يقول عليه الصلاة والسلام:” المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل”، فأنت لست الوحيد الذي تؤثر في شخصية ابنك وسلوكه ولكن أصدقاؤه قد يكون لهم التأثير الأكبر على تصرفات ابنك، وقد يكتسب منهم من العادات السيئة في يوم واحد ما يهدم كل ما تحاول أنت بناؤه في سنين،  وكما قال الشاعر :

عن المرء لا تسال و سال عن قرينه      فكل قرين بالمقارن يقتضي

وادا كنت في قوم فصاحب خيارهم    ولا تصحب الاردى فتردي مع الردي

  • شغل أوقات الفراغ، فالفراغ هو العدو الأول لابنك في مرحلة المراهقة  فكما قال الشافعي رحمه الله:” نفسك إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية”، لذلك عليك التعرف على هوايات ابنك سواء الرياضية أو العلمية أو الفنية، ومحاولة تنمية هذه المهارات في أوقات الفراغ بإلحاقه بدورات تدريبية ورياضية وفنية وكورسات تعليمية تشغل وقت فراغه ولا تدع مجالاً للأفكار السلبية والعادات الخاطئة كي تؤثر عليه.
  • تربية المراهق على تحمل المسئولية، عليك إسناد العديد من مهام الكبار لابنك المراهق ومساعدته في تنفيذ هذه المهام، فهو الآن في مرحلة الإعداد لتحمل المسئولية وهذا لن يتحقق مرة واحدة ولكنه يتم بالتدريج، فيجب إسناد بعض المهام المنزلية لابنتك في مرحلة المراهقة كي تستطيع أن تتحمل في المستقبل مسئولية الأسرة، كذلك ابنك عليك أن تلزمه ببعض مهام الأب كي يستطيع تحمل المسئولية في المستقبل.
  • إعطاء ابنك مساحة من الخصوصية، يمر المراهق بتغيرات نفسية عميقة فيحتاج الابن في مرحلة المراهقة الإحساس بالخصوصية وعدم معرفة الآخرين بأسراره، فهو يعتقد أنه أصبح ذلك الشخص اليافع الذي يستطيع تحمل المسئولية والذي لا يجب على الآخرين إقحام أنفسهم في حياته، لذلك عليك إعطاؤهم شعوراً بالخصوصية مع المراقبة من بعيد للاطمئنان عليه والظهور في الوقت المناسب للمساعدة.
  • تجنب العناد، هذه المرحلة السنية الخطيرة تحتاج أكثر ما تحتاج إلى النصح والإرشاد بطريقة سلسة بسيطة، وعدم فرض الرأي على الابن أو الابنة لأن ذلك سيؤدي إلى عناد شديد من ناحيتهم، وإذا قابلت أنت أيها المربي الفاضل هذا العتاد بعناد مماثل فلن تصل إلى حل وسوف تتعقد الأمور، لذلك اتبع معهم أسلوب الإقناع والمناظرة والمناقشة حتى تصل معهم للحل الذي يرضيك.
  • المرونة، عليك أن تتعامل مع المراهق بمرونة شديدة واتبع هذه القاعدة المعروفة “مالايُدرك كله لا يترك جُله”، فإن حاولت إقناع ابنك بأمر فلم يقتنع، حاول معه أن تصل لحل وسط يرضيه ويرضيك بعض الشيء، وبالتدريج ستصل لما تريد دون عناد أو تحكم، وأنت بذلك لم تغلق الباب كاملاً على رغباته ولكنك أبقيت الباب مفتوحاً بعض الشيء حتى يدرك هو بنفسه حقيقة الأمر ويتبع ما تريد بنفسه أو تقتنع أنت برأيه.، فليست جميع آراؤنا صحيحة، وبعض الأمور التي تصلح في جيل لا تصلح للآخر.

الحديث عن كيفية التعامل مع سن المراهقة لا ينتهي ولكنه حوار مفتوح يتناقله الأجيال ويتغير بتغير الأزمان، وما يصلح لمراهق قد لا يصلح للآخر لذلك نرجو منكم زوارنا الكرام أن لا تبخلوا علينا بتعليق عن تجاربكم في التعامل مع أبنائكم من المراهقين والمراهقات، ففي أوقات كثيرة تكون التجربة خير برهان وأفضل من أي قول أو نصيحة.