من هو سيد الشهداء ، الصحابة هم من التقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، وآمنوا به، وبرسالته، وماتوا علي الإسلام، وهي مكانة رفيعة يتمنى كل مسلم مؤمن وموحد لو كان قد نالها، فالتقى رسول الله في ذاك الزمان، وجاهد معه في نشر الإسلام، واستُشهِد دفاعاً عن الرسالة، ومن الصحابة الذين استُشهِدوا دفاعاً عن الإسلام سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب.

فمن بين الصحابة والتابعين كانت هناك أسماء لامعة، كان الرجل منهم بألف رجل، وإن تحدثنا عنهم فلن تكفينا صفحات وكتب لسرد قصصهم وبطولاتهم، فكم يكفينا من الوقت لنتحدث عن أبي بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين، وصاحب النبي الأمين، و الفاروق عمر بن الخطاب، وذو النورين عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب “إبن عم الرسول الكريم” رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين.

من هو سيد الشهداء
من هو سيد الشهداء

من هو سيد الشهداء

ومن الأسماء اللامعة بصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم “أسد الله” حمزة بن عبد المطلب، عم رسول الله وأخوه من الرضاعة الذي دافع عنه أمام زعماء قريش وقت أن كان الإسلام غريباً، وله مواقف كثيرة تحكي شجاعاته وبطولاته، فهو أسد الله والمُلقّب بسيّد الشهداء حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه وأرضاه.

حمزة بن عبد المطلب

هو حمزة بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف القرشي الهاشمي، خير أعمام الرسول الكريم؛ وذلك لقوله: (خَيْرُ إِخْوَتِي عَلِيٌّ، وَخَيْرُ أَعْمَامِي حَمْزَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا)، وكان فارق السن بين حمزة والنبي محمد عامين فقط، وكان من صفاته الشجاعة، والقوة، والبأس، والتسامح، والمهارة في القتال، والكرم، ولُقِب حمزة بسيد الشهداء، فقد أطْلَق عليه رسول الله هذا اللقب بعد أن استُشْهِد في غزوة أُحُد، وكان يلقب ايضاً بأسد الله وأسد رسوله.

إسلام حمزة بن عبد المطلب

في السنة الثانية من بعثة الرسول صلّ الله عليه وسلم دخل حمزة بن عبد المطلب في الإسلام، وذلك قبل أن يُسلم عمر بن الخطاب بثلاثة أيام فقط، وكان إسلام حمزة مفاجأة كبيرة بالنسبة لقبيلة قريش، وازدادت قوة الإسلام بعد دخول اثنين من أقوي الرجال وقتها للصفوف وبات حمزة يعلن إسلامه في كل مكان ويتحدى أقوياء قريش، ونزل قول الله تعالي بهما في الآية 56 من سورة القصص “إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ“.

وتواجد حمزة في أولي غزوات الإسلام، وهي غزوة بدر التي حدثت في العام الثاني من الهجرة، وبالتحديد في السابع عشر من رمضان وكان له دوراً كبيراً بها وقاتل بشجاعة مشهودة بتلك المعركة، فقتل عشرة رجال من الكُفار وكان من بينهم عتبة بن ربيعة.

استشهاد حمزة بن عبد المطلب

بعد عام واحد، وفي السابع عشر من شهر شوال وقعت غزوة أُحُد بين المسلمين وقريش والتي كان الهدف الأساسي من ورائها هو انتقام قريش للخسارة في غزوة بدر، وشارك حمزة  في تلك الغزوة، وقُتل عند جبل أُحُد علي يد وحشي الذي استأجرته هند بنت عتبة لتأخذ بثأر أبيها الذي قتله حمزة في غزوة بدر.

ولم يكن من حمزة إلا كل شجاعة وقوة بأرض المعركة، فأبلى بلاءً غير مسبوق، وقتل واحداً وثلاثين شخصاً من الكفار قبل أن يُقتَل ويمثل به من قِبَل هند بنت عتبة، فجدعت أذنه وأنفه، وشقت بطنه وأخرجت كبده ولعقته، فقال عن ذلك رسول الله صلّ الله عليه وسلم “لو دخل بطنها لم تمسها النار“.

حزن الرسول على موت حمزة

بعد أن عَلِم رسول الله بموت حمزة، حزن حزناً شديداً، وبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال عنه في ذلك “رحمك الله، أي عم، فلقد كنت وصولاً للرحم فعولاً للخيرات“، وأراد في بداية الأمر أن يُخفي الخبر عن أخته صفية، إلا أنه حين عَلِمَت أصرت على أن ترى أخاها حتى رأته.

للمزيد تابعوا مقالاتنا عبر موقع قلمي.