يمكننا تعريف الرفق لغة وإصطلاحامن خلال موسوعة قلمي الشاملة والذي يقدمه قسم الإسلام.
اذاعة مدرسية عن الرفق
الرفق
معنى الرفق لغةً: الرِّفق ضد العنْف، وهو لين الجانب، ويقال: رَفَق بالأَمر وله وعليه يَرْفُق رِفْقًا، ومرفقًا: لان له جانبه وحسن صنيعه. ورَفُقَ يَرْفُقُ ورَفِقَ لطف ورفَقَ بالرجل وأَرْفَقه بمعنى وكذلك تَرفَّق به [1467] النهاية لابن الأثير (2/246)، لسان العرب لابن منظور (10/118)، المعجم الوسيط (1/362).
معنى الرِّفق اصطلاحًا: قال ابن حجر في تعريف الرِّفق: هو لين الجانب بالقول، والفعل، والأخذ بالأسهل، وهو ضد العنف [1468] فتح الباري لابن حجر (10/449). وقال القاري: هو المداراة مع الرفقاء، ولين الجانب، واللطف في أخذ الأمر بأحسن الوجوه، وأيسرها [1469] مرقاة المفاتيح للقاري (8/3170).
الرفق بين الناس
لا يقتصر الرفق في معاملة البشر وبعضهم البعض بل أيضا الرفق بالحيوان وسوف نتناول الرفق في معاملة البشر أولا
حيث نجد أن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالرفق واللين عند معاملة الناس حتى لا ينفروا من غلظة القول وهذا نراه عندما امر الله الرسول باللين في قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159].
وفي مواضع أخرى مثل قوله تعالى مخاطبا للرسول {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 215]
وقال سبحانه عند مخاطبة سيدنا موسى واخوه هارون حيث قال تعالى: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 43-44
كذلك جاءت الأحاديث النبوية عن اللين والرفق في معاملة الناس والغرض من ذلك نشر الحب والتسامح بيننا حتى مع معاملة غير المسلمين حيث ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: «أن يهود أتوا النَّبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: السام عليكم. فقالت عائشة: عليكم ولعنكم الله وغضب الله عليكم. قال: مهلًا يا عائشة، عليك بالرِّفق وإياك والعنف والفحش. قالت: أو لم تسمع ما قالوا؟ قال: أو لم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم فيستجاب لي فيهم ولا يستجاب لهم في» رواه البخاري
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا: «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فشقَّ عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به» رواه مسلم
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أعطي حظه من الرِّفق فقد أعطي حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرِّفق حرم حظه من الخير» رواه الترمذي وبالتالي نجد أن اللين والرفق من الصفات الحميدة التي تدخل الإنسان الجنة لما ينشره من محبة وسلام .
الرفق بالحيوان
هل يقتصر الرفق واللين مع التعاملات اليومية بين الناس وبعضهم البعض بالطبع لا فالرفق يشمل كل شئ حولنا وهذا ما سوف نوضحه من خلال بعض الأحاديث النبوية التي تحث على الشعور بالحيوان والرفق في معاملته.
فقد جاء في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: ((بينما رجل يمشى فاشتد عليه العطش فنزل بئراً فشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث، يأكل الثرى من شدة العطش قال: لقد بلغ هذا الكلب مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه، ثم أمسكه بفيه، ثم رقي، فسقى القلب! فشكر الله له، فغفر له)) قالوا يا رسول الله! وإن لنا في البهائم أجرا؟ قال: ((في كل كبد رطبة أجر)).
و روي أيضاً عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ((بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فغفر لها به)). ومعنى الركية: البئر.
وفي المقابل روى البخاري وغيره عن ابن عمر –رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ((دخلت امرأة النار في هرة ربطتها، فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض)).
وفي رواية: ((عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت، لا هي أطعمتها وسقتها إذ هي حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض)).