رحلتي الى جورجيا المسافرون العرب

سمعت كثيراً عن جورجيا وعن جمال الطبيعة هناك، وسحرها الأوروبي الجميل والغامض لنا كعرب، فتتميز جورجيا بأنها تطل على جبال القوقاز والجبل الأسود، وأيضاً تتميز بالأجواء الأوروبية الساحرة.

فأخذني الفضول لأبحث عنها كثيراً على المواقع الإلكترونية، ووجدت الكثير يتحدثون عن جمال تلك البلد والود الذي يتعامل به أهلها مع الزائرين، مما جعلني شغوف جداً لزيارتها والتعرف إليها عن قرب، وحتى أكون في مخيلتي ركن يخص جورجيا.

وكنت قد حجزت بأحد الفنادق المطلة على نهر كورا، والذي يقسم العاصمة إلى نصفين يمر بينهما، ويجب أن تحضر معك دولارات لتحويلها بمجرد وصولك إلى لاري، وهي العملة الرسمية في جورجيا لتسهل عليك التعامل.

وبالنسبة للمواصلات فستجد سيارات الأجرة متوفرة بأسعار مناسبة ورخيصة إلى حد كبير، من 3-5 لاري، ويمكنك استخدام الباص للتنقل داخل تبليسي، وتتكلف تذكرته 80 تتري.

وتبليسي هي من أجمل الأماكن التي توجد في جورجيا، أو يمكن القول أنها ماسة جورجيا التي ستتعرف من خلالها على تاريخ تلك البلاد، وثقافتها وتقاليدها، والأشكال المعمارية الحديثة والتقليدية الموجودة فيها.

وما أخذني خلال الزيارة هو المزيج الذي تجده في تبليسي بين الحداثة في المعمار والبنيان، والمنازل التقليدية; والتي تتميز بالجمال والبساطة، وأيضاً الشوارع الصغيرة المرصوفة بالحصى الملون ذات الشكل الجمالي الجذاب.

وأيضاً قمت بزيارة سوق الجسر الشعبي والذي ستجد فيه مقتنيات قديمة وأثرية، ويمكن تناول الغداء في مطعم إيراني يحمل اسم ألف ليلة وليلة.

وانتقلت إلي زوجديدي والتي تقع في الشمال الغربي من جورجيا، ووجدت فيها الصخب والجمال والمعالم السياحية والمعمارية التاريخية، وهي من المدن التي لا تُنسى زيارتها.

كما سحرني قصر نيكو، وقصر الملكة، فقد كانت زوجديدي موطناً للعائلة المالكة السابقة التي حكمت جورجيا مينجر يليان، وإضافةً للمعالم الدينية كنيسة مانتسكوفار كاري، وكنيسة العذراء بلاكرنيهسانت.

ولا يمكن أن أفوت زيارة متسخيتا، والتي قرأت عنها كثيراً قبل الذهاب لجورجيا، وعرفت بأنها إحدي المواقع التي أدرجتها منظمة اليونسكو من ضمن التراث العالمي، لذا حرصت خلال رحلتي علي زيارتها،إ إذ أنها بمثابة الروح لدولة جورجيا، كما أنها من الوجهات السياحية المميزة.

وقد أخذتني مدينة متسخيتا لعالم آخر خلال زيارتي لأهم معالمها الدينية بها، كدير سانت نينو، ودير جفاري، وكاتدرائية سفاتيسكو فالي، وأيضاً آثارها القديمة، إضافةً لزيارتي لقلعة ازماري، فهي بذلك تعد أحد أفضل الأماكن وأعرقها وأكثرها روحانية.

وقبل أن تنتهي رحلتي لا يمكن أن أنسى زيارة باتومي، التي كانت خير ختام لبرنامج الزيارة الخاص بي لجورجيا، وهي مدينة ساحلية تطل على البحر الأسود، وهي مدينة صيفية إلى حد كبير.

وسحرتني باتومي بطبيعتها البديعة، والجبال، والشلالات، بالإضافة للأنهار الصغيرة، ويمكن التسوق من المحال التجارية المنتشرة في باتومي، بالإضافة إلي التمشية على الممشى المرصوف بالحصى الملون والمنور بمصابيح كاللآلئ.

وانتهت رحلتي لباتومي بعد قضاء وقت جميل جداً غير قابل للنسيان، وعدت للعاصمة مرة أخرى للتحضر للعودة من جديد بعد رحلة تمنيت أن تستمر لأطول وقت; لما وجدت من متعة وجمال وود شديد من أهل جورجيا.