أنواع الزنا

أنواع الزنا، لاسيما أننا نعيش في عصر المفاسد والانحلال الأخلاقي والانفلات عن مبادئ ديننا الحنيف، فالعلاقة التي تنشأ بين الرجل والمرأة التي لا تحل له تعتبر علاقة غير شرعية، ومن ثم لو تطاولت هذه العلاقة إلي خدش حياء المرأة، وانقلابها إلي علاقة جنسية معاشرة جنسية بعيدة كل البعد عن الزواج وقدسيته، فيعد ذلك زنا وفاحشة كبيرة وإثم كبير.

أنواع الزنا

قبل التحدث والدخول في أنواع الزنا يمكننا  أن نعرض عليكم من خلال موقع قلمي أولاً:-

ما هو الزنا ؟

هو علاقة جنسية بين الرجل والمرأة ،تنتج من ممارسة الجنس فعلا ، بين الطرفيين بشكل إيجابي،بإيداع الذكر عضوه الذكري في الأنثي وممارسة العلاقة الجنسية دون زواج شرعي يتبع ديننا الحنيف قد ينتج عن هذه العلاقة أبناء غير منسوبين لأب أو لأم  بل لقطاء مما ينتج عنه تفشي الانحلال في مجتمعنا الإسلامي.

ليس الزنا زنا الفرج فقط، وإنما هناك زنا اليد وهو اللمس المحرم، وزنا العين وهو النظر المحرم، ولكن زنا الفرج هو الذي يقام عليه الحد.

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا ، أدرك ذلك لا محالة ، فزنا العين النظر ، وزنا اللسان المنطق ، والنفس تمنَّى وتشتهي ، والفرْج يصدق ذلك كله ويكذبه

“قال الله تعالى : { ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً } صدق الله العظيم.

أنواع الزنا:

هناك نوعين من الزنا سوف نسردهم بالتفصيل كما يلي:

1- الزنا الفعلي:

وهو العلاقة الجنسية الفعلية التي تحدث بين رجل وامرأة أجنبية دون زواج شرعي بينهما لا تحل له ،قد تكون بين الرجل وجارته والرجل ومحارمه، وهدا يعد من أبشع أنواع الزنا علي الإطلاق، وأعظم الذنوب .هي تنقسم كما يلي:

• الزنا بالأجنبية:وهو زنا الرجل المسلم بأجنبية لا تحل له عن طريق إقامة علاقة جنسية فعلية بفرجها دون عقد زواج شرعي.
• الزنا بالأجنبية بشهر رمضان:وهو زنا الرجل المسلم بأجنبية، لا تحل له، ويقع هذا الزنا في الشهر المحرم فيعد فاحشة كبيرة، ومن الكبائر ويندرج هذا الزنا تحت البلد المحرم.
• الزنا بالقهر والإكراه: وهو زنا الرجل المسلم بأجنبية رغما عنها، واستخدام فرجها وجسدها بالإكراه، وهذا يعد اغتصاب لا تؤثم عنه  قال تعالى: (وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
• الزنا بحليلة الجار:وهو زنا الرجل المسلم بحليلة جاره وهو أشد أنواع الزنا عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ الذنبِ أعظمُ ؟ قال: (أن تجعلَ للهِ ندًّا وهو خلقَك). قلتُ: ثم أيُّ؟ قال: (أن تقتلَ ولدَك خشيةَ أن يأكلَ معَك). قال: ثم أيُّ؟ قال: (أن تُزانيَ حَليلةَ جارِك) .
• زنا المحارم أو ذات الرحم :هو الزنا بالابنة أو الأخت أو الخالة أو العمة أوابنة الأخت أو ابنة الأخ أو زوجة الأب أو الجدة فكلها زنا المحارم أبشع أنواع الزنا علي الإطلاق.

2- الزنا المجازي:

هو نوع من أنواع زنا الحواس حيث يصدر من الرجل،حركة أو قول أو تصرف مجازا للزنا بالمرأة ولهذا النوع من الزنا المجازي صور عديدة وهي كما يلي:

• زنا العين: ويقصد بها أن ينظر الرجل إلي ما حرم الله عز وجل، من أفلام خليعة، ومفاتن النساء ويتفقد عوراتهم، مما يثيره جنسيا ويحرك شهوته.
• زنا الأذن و السمع : يقصد به أن يسمع الرجل ما حرم الله، من كلام خليع يثير شهوته ويحرك ميوله  للجنس.
• زنا اللسان: يقصد به تلفظ الرجل بأقوال تخرج من لسانه تخدش حياء المرأة مثل أن يصف أي جزء من جسمها يثير شهوته.
• زنا الأركان: يقصد بها زنا اليد حيث أن اليد تزني وزناها اللمس والرجل التي تذهب إلي أماكن محرمه للزنا فهي تزني وغيرها  كثير من الحواس التي تزني طالما أن حركتها لإثارة الشهوة فهي تزني.
  

  قال النووي  رحمه الله في شرح مسلم : إن ابن آدم قدر عليه نصيبه من الزنا، فمنهم من يكون زناه حقيقياً بإدخال الفرج في الفرج الحرام، ومنهم من يكون زناه مجازاً بالنظر إلى الحرام أو الاستماع إلى الزنا وما يتعلق بتحصيله، أو بالمس باليد بأن يمس أجنبية بيده أو بتقبيلها، أو بالمشي بالرجل إلى الزنا، أو النظر أو اللمس أو الحديث الحرام مع أجنبية ونحو ذلك أو بالفكر بالقلب، فكل هذه أنواع من الزنا المجازي. 

  حكم الزنا في الإسلام

• الرجم بالحجارة:الرجم بالحجارة حتي الموت، خاصةً إذا كان الزاني محصن، أي متزوج سواء كان الرجل متزوج أو المرأة وإذا كانوا مسلمين أيضاً.
• الجلد مائة جلدة، أو التغريب عن البلدة لغير المحصن، سواء رجل أوامرأة، لقوله تعالي: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )

    كفارة الزنا

ليس هناك كفارة للزنا، إلا التوبة النصوح، وتكون بالاستغفار المستمر ليلاً ونهاراً لعل الله يقبل توبته، وعدم الوقوع فيه مرة أخري، والحفاظ علي الصلوات الخمس والتقرب إلي الله عز وجل قدر المستطاع.

الدليل:

• قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان ، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر “
• قال ابن القيم: (وأما التعزير ففي كل معصية لا حد فيها ولا كفارة ; فإن المعاصي ثلاثة أنواع : نوع فيه الحد ولا كفارة فيه , ونوع فيه الكفارة ولا حد فيه , ونوع لا حد فيه ولا كفارة ; فالأول – كالسرقة والشرب والزنا والقذف، والثاني : كالوطء في نهار رمضان ، والوطء في الإحرام , والثالث : كوطء الأمة المشتركة بينه وبين غيره وقبلة الأجنبية، والخلوة بها، ودخول الحمام بغير مئزر، وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير , ونحو ذلك )