أهمية النظافة في الإسلام، خلقنا الله عز وجل ونفخ في أرواحنا حب الجمال أن نرى كل شيءٍ من حولنا يلمع كالذهب ونشعر بالسعادة حينما نشاهد النظام وزرع بداخلنا حب التطيب والتجمل.
وبذلك فإن فطرتنا تجعلنا مهتمين دوماً بالنظافة ونستنكر الروائح الكريهة والمكان الغير نظيف، ونشعر بالنشوة حينما نرى نظافة المكان ونستنشق روائح طيبة.
تابع القراء أيضاً: الرقية الشرعية
أهمية النظافة في الإسلام
حثنا ديننا الحنيف على النظافة والتطيب والطهارة من أهم الأشياء التي ميزتنا على الكثير من البشر فنحن ليس فقط نتطهر من أجل أحكام شرعية ولكننا نتطهر في اليوم خمس مرات حتى نقف بين يدي رب العالمين في صلاتنا ننقي أرواحنا وتزول عنها الذنوب بتلك القطرات المتساقطة في وضوئنا.
ولم يكتفي الإسلام بنظافة الجسد ولكن حثنا على طهارة أرواحنا وإقتلاع كل خبيث عنها وأن تظل طاهرة تسامح ولا تتلطخ بذلك اللون الأسود الذي يحث على الكراهية والعنف وحسد الآخرين.
ومن أهم مظاهر اهتمام الإسلام بالنظافة آيات الذكر الحكيم حيث قال الله تعالى”وثيابك فطهر “، سورة المدثر، “يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد” سورة الأعراف، وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على أن يكون المسلم طاهر النفس والمظهر.
لم يقتصر اهتمام الاسلام بنظافة المسلم على ملبسه فقط وإنما حثه على أن يطهر لسانه من الخبث والنميمة وجعل من يتغنى بهما جزائه عذاب أليم، وأيضا حثنا رسول الله على نظافة منازلنا حتى أنه كان يساعد زوجاته على ترتيب المنزل وطهارته.
وليس فقط ما علينا هو أنفسنا ومنازلنا التي نقطن فيها بل ذلك الشارع والمدينة، والمنشآت العامة أيضا علينا أن نحافظ عليها نظيفة خالية من أي قاذورات أو قمامة.
الأكثر مشاهدة : علاج الأرق بالقرآن
ماذا تعنى النظافة
النظافة تأتي من فعل نَظَفَ أي قام بإزالة كل سيء وخبيث عن الشيء وجعله أكثر جمالاً ونظاماً، وبالتالي الحفاظ على الشيء من أن تهلكه الأتربة.
وبالتالي النظافة يقابلها الحفاظ، أي أن اهتمامك بالمكان ونظافته يعني أنك تحافظ عليه، وعلى صحة من يعيشون به، وتقي نفسك من الأمراض والأوبئة، وتتخلص من الإكتئاب والأمراض النفسية أيضاً.
أنواع النظافة
الكثير منا يعتقد بأن النظافة تقتصر فقط على النظافة الشخصية حيث يهتم الإنسان بنظافة ثوبه ومكانه وجسده، ولكن هذا الإعتقاد خاطئاً حيث أن أنواع النظافة كثيرة، ومتشعبة، وهذا ما سنتعرف عليه في تلك السطور القادمة.
النظافة الشخصية:
النظافة الشخصية لا تقتصر فقط على أن يكون الشخص ملبسه نظيفاً ومتعطراً بل يجب أن يحافظ على نظافة جسده ويواظب على الإستحمام وتقليم أظافرة وغسل أسنانه بالفرشاة والمعجون.
ذلك بالإضافة إلى تبديل الملابس بإستمرار وتمشيط الشعر يومياً للحفاظ على حيويته وجماله، أي أن الأمر متعلق بكل ما يجعل الإنسان كما فطره ربه نظيفاً جميلاً لامعاً صحيحاً من الأمراض.
نظافة القلب:
قابلنا في حياتنا الكثير من الأشخاص الذين نطلق عليهم موسوسي النظافة الذين يقومون بحالات دائمة من التنظيف للمنزل والإستحمام الدائم، ولكن قلوبهم ملئية بالغيرة والحقد تجاه الآخرين، استسلموا لتلك النفس الأمارة بالسوء التي جعلتهم يسقطون في الهاوية وظلت تحرضهم حتى غطى على بياض قلوبهم سواداً شائباً.
وعلى الفرد أن يدرك أن نقاء القلب يجعل الدنيا جميلة فأنت تبدأ بالقناعة والرضا بما تعيش وما كتب الله لك ثم تفرح للخير الذي يتنعم به غيرك وتتمنى أن يدوم ويحفظه الله لهم، ثم تسعى للخير من أجل الآخرين وتنتهي بأن تسامح من يخطأ في حقك حتى تضع رأسك على الوسادة وأنت لا تحمل في قلبك غلاً ولا أذى لأي شخصٍ كان وبهذا تصبح أنت الفائز.
نظافة اللسان:
نظافة اللسان هو من أخطر أنواع النظافة فإن لم يحافظ الشخص على نفسه من أن ينساق وراء كل ما يسمع هو بذلك يترك لسانه يلقي به إلى الهاوية أدراج الرياح.
فاللسان بيده أن يلقي بالإنسان سبعين خريفاً في النار لمجرد لفظٍ لفظه ولم يدرك عظمته، فعلى الفرد أن يفكر ملياً فيما ينطق به لسانه، ولا ينساق وراء غضبه ويحافظ على سلامة اللفظ من الشر والسوء والخطأ في حق الآخرين.
النظافة العامة
أن يخرج الفرد من نطاق الحفاظ على نظافته إلى نظافة المكان الذي يحيط به ليس فقط في منزله وإنما أيضاً في الشوارع العامة التي يمر بها كل يوم ألا يرمي فيها ورقة أو منديل قد يؤذي غيره ويحافظ على مدرسته ومكان عمله والمواصلات التي يتردد عليها ذهاباً وإياباً.
أهمية النظافة للفرد والمجتمع
الكثير منا يعتقد بأن الحديث الدائم عن النظافة وأهميتها في المجتمع ككل هو مجرد كلام عابر، لا أساس له من الصحة ولكن هذا غير صحيح فإذا عدنا بالتاريخ إلى الوراء سنجد أن كثرة إنتشار الأمراض التي لم يستطيعوا الوصول إلى علاج لها وتسببت في وفاة أعدادٍ كبيرة من البشر حينها مثل الكوليرا والطاعون كانت بسبب عدم الإهتمام بالنظافة الشخصية، أو حتى نظافة الأماكن التي يعيشون فيها أو يمرون من خلالها.
وهذا يعني بأن الحفاظ على النظافة بوجهٍ عام هو حفاظ على المجتمع ككل رجاله ونسائه والحفاظ على الحالة المزاجية لهم التي تمنحهم السعادة والحث على العمل والإنتاج.
للمزيد يمكنكم زيارة موقع قلمي