قصة يوسف عليه السلام من قصص القرآن الكريم التي تحمل عبر كثيرة، ووردت قصة يوسف عليه السلام في سورة كاملة، وهي سورة يوسف، وقد نزلت تلك السورة علي سيدنا محمد صل الله عليه وسلم قبل أن يهاجر من مكة إلى المدينة، وفيما يلي نعرض لكم في موقع قلمي قصة يوسف عليه السلام.
قصة يوسف عليه السلام:
كان عدد إخوة نبي الله يوسف أحد عشر، وفي ليلة رأس يوسف أحد عشر كوكبا، و رأي الشمس والقمر له ساجدين، فأخبر أباه بتلك الرؤيا، فقال له ألا يخبر إخوته بتلك الرؤيا كي لا يوسوس لاخوته الشيطان، لكن إخوته لما أحسوا بحب ابيهم الشديد ليوسف، واخيه الصغير اتفقوا ان يلقوه في بئر عميق.
مكيدة إخوة يوسف:
وبعد أن أقنع الاخوة يعقوب أن يأخذوا يوسف معهم ليلعب، ذهبوا به ثم اجمعوا ان يلقوه في البئر العميق، وجاؤوا إلى يعقوب بقميص عليه دماء كاذبة، فأخبروا والدهم أن الذئب قد أكله، لكن يعقوب عليه السلام علم ان هناك امر قد دبره الاخوة، لكنه سلم أمره لله، ودعا بالصبر.
ثم وجد يوسف بعض المارين فباعوه بثمن زهيد، واشتراه منهم عزيز مصر، وطلب من زوجته ان ترعي يوسف، وبعد أن كبر يوسف، فتنت بجماله امرأت العزيز، وبدأت تراوده عن نفسه، وتدعوه لفعل الفاحشة معها، لكنه رفض، فأوقعت به، وسجنته انتقاما منه لعدم الانصياع لها.
دخول يوسف السجن:
وفضل يوسف ان يدخل السجن علي أن يستجيب لامرأة العزيز، وفعل ما لا يرضي الله تعالى، وكان يعرف بين رفقاء السجن بالخلق، والسداد في الرأي، وتفسير الاحلام، وسأله شابان من رفقاء السجن أن يفسر لهم رؤيا قدرآها، وكان يرى أحدهما أنه يعصر العنب ليصنع منه الخمر ، والآخر يرى أنه يحمل فوق رأسه خبزا تأكل منه الطير.
حينها رأى يوسف من هذا الموقف فرصة عظيمة ليدعوهم إلى أمر عظيم، وهو دعوتهم لعبادة الله وحده، فدعاهم لعبادة الله دون سواه من الآلهة، ثم أخبرهم بعد ذلك بتفسير رؤياهم، فالاول يسقي سيده الخمر، والآخر اخبره انه سوف يصلب، وتأكل الطير من رأسه، وقال لهم بعد ذلك أن ما أخبرهم به من تفسير لرؤياهما قضاء من الله تعالى لا مرد له.
رؤيا الملك:
ثم قال يوسف للذي توقع له النجاة أن يطلب من سيده عزيز مصر ان يطلق سراحه، وبعد أن خرج هذا الشاب من السجن، انشغل ونسي أن يبلغ رسالة يوسف إلى عزيز مصر، ورأى ملك مصر رؤيا، وأراد أن يعرف تفسيرها، فتذكر صاحب يوسف الذي نجا من مصر يوسف، فأخبر الملك أنه يعرف من يستطيع تفسير رؤيته.
وذهب الي يوسف، ليرجع بتفسير رؤيا الملك، ثم يطلب الملك ممن حوله إحضار يوسف حتى يكون مستشارا له ومعاونا، ثم بعد خروجه من السجن طلب التحقيق في سبب دخوله، ثم ظهرت الحقيقة، واعترفت امرأت العزيز بما فعلت، فتم إثبات براءة يوسف، فأصبح يوسف في جانب الملك مشرفا علي موارد الدولة.
وبعد أن أخذ يوسف يدير ويشرف علي اقتصاد مصر، حدثت مجاعة في الأرض التي كان يعيش فيها يعقوب وأبناؤه، وهي أرض كنعان، وبمساعدة يوسف كانت مصر استعدت لهذه المجاعة، وادخرت جزءا كبيرا مما زرعته وحصدته، فأقبل إلي مصر الكثيريين ممن أصاب أرضهم الجدب والمجاعة، طالبين المؤونة والزاد.
مقابلة يوسف لإخوته:
وجاء إخوة يوسف لمصر للمؤونة والتزود، والتقوا بأخيهم يوسف دون أن يعرفوه، لكنه عرفهم، وبعد أن طلبوا منه التزود، رفض حتى يأتوه بأخ لهم من أبيهم، حتى يثبتوا لهم انهم ابناء يعقوب، ورجع الاخوة الي يعقوب، وأخبروه بأنهم منعوا من التزود حتى يأتوا بأخ لهم، فسمح لهم باصطحاب أخيهم.
لكنه اشترط عليهم أن يعطوه عهدا بأن لا يضيعوه كما فعلوا من قبل مع يوسف، فلما عاهدوه بالحفاظ علي أخيهم نصحهم بأن يدخلوا مصر من عدة ابواب، ولا يدخلوا من باب واحد، وذلك حتى لا يحسدهم الناس، ولما وصل الاخوة الي مصر، والتقوا بيوسف، قابل يوسف اخوه، وضمه اليه، واخبره بانه اخوه.
ودبر يوسف أمرا حتى يبقى أخاه بجانبه، فأمر العاملين بوضع مكيال الطعام في أمتعة اخيه دون ان يشعر احد، وفعلا تم ذلك، وقبل أن يغادر الاخوة نادي منادي الملك قافلة الأخوة، وأخبرهم بسرقة مكيال الملك، وإنهم لن يغادروا حتى يتم تفتيش أمتعتهم، وتم تفتيش أمتعة الاخوة، واستخرج المكيال المسروق من متاع الاخ.
عودة الاخوة لأبيهم بدون أخيهم:
وبذلك اصبح الاخ في حوزة يوسف، فرجا الاخوة يوسف بأن يطلقوا سراح أخيهم، ويأخذوا أحدهم بدلا منه، لأن اباه لن يتحمل فقده، فرفض يوسف ذلك، فعاد الاخوة لأبيهم بالطعام وهم لا يعرفون كيف يفسرون له عدم وجود اخيهم معهم، فأدرك يعقوب ما حدث، وصبر واستسلم لأمر الله.
ثم تذكر فقده ليوسف، وشكا لله حزنه، وأخبر أبناءه بأن يذهبوا للبحث عن يوسف وأخيه، ولا ييأسوا من رحمة الله وفضله، فاستجاب له الأبناء، وذهبوا إلى مصر للمرة الثالثة.
رجوع الأبناء إلي مصر ومقابلة يوسف:
ثم قابلوا يوسف، ورجوه أن يطلق سراح أخيهم، ثم لما رأى يوسف حالهم ومدي الضيق والضرر الذي حل بهم، سألهم هل علمتم ما فعلتم بيوسف، فتعجب الاخوة وسألوه إن كان هو يوسف، فيجيبهم بأنه هو، فشعر الاخوة بالندم الشديد علي مافعلوه، وما كادوه ليوسف.
ثم طلب يوسف من إخوته أن يلقوا قميصه علي وجه ابيه حتى يرجع إليه بصره، ثم رجع الأخوة إلى أبيهم، وقبل أن يصلوا إليه أخبر يعقوب من حوله بأنه يحس بريح يوسف، ولما وصل الابناء القوا القميص علي وجه ابيهم، وعاد إليه بصره، واخبروه بما حدث، وطلبوا منه أن يعودوا معه إلى مصر.
عودة بصر يعقوب:
وعندما وصل يعقوب وابنائه الى مصر، واجتمع يوسف بأبيه بعد هذا الفراق الطويل، رفع يوسف أبويه علي مكان جلوسه علي العرش، ثم توجه إلى ربه يناجيه بالحمد، والشكر علي نعم الله عليه، ويطلب منه أن يتوفاه على الإسلام، وأن يلحقه بالصالحين.