كيف أتعامل مع طفلي المشاغب ؟, هو سؤال نجد الكثيرين منا يبحث عن إجابة له، ولم لا فالطفل المشاغب من الممكن أن يصعب الحياة كثيراً على والديه وإخوته وكل من حوله، ولكن إحذر من التعامل الخاطئ معه، فقد تزيد الأمور سوءاً وتذهب بها في الإتجاه المعاكس.
كيف أتعامل مع طفلي المشاغب
تكمن صعوبة التعامل مع الطفل المشاغب في كونه دائماً ما يضع الأهل في مواقف محرجة مع المحيطين به، فيخرب ألعاب أبناء الجيران والأصدقاء والأقارب، ويكسر حاجياتهم، أو يضرب هذا، أو يسرق شيئاً من هذه، فيضع الضغوط على الأهل فيصبحون بين أمرين كلاهما أسوء من الآخر.
إما أن يتخذوا ردود أفعال عنيفة معه إرضاءاً للمتضررين منه، وبهذا التصرف فإن الأمور تزداد سوءاً وتتعمق المشكلة أكثر لدى الطفل محور الحديث، أو يلجأون إلى تركه يفعل ما يشاء خوفاً من أن يقسون عليه، وفي هذه الحالة سيجدون أنفسهم يخسرون من حولهم شيئاً فشيئاً، وسيفضل المحيطين بهم ألا يجالسوهم خوفاً على أبنائهم من مضايقات ذلك الطفل المشاغب.
لذا فقد درس الخبراء تلك الحالات من سوء السلوك لدى الأطفال، ووضعوا الحلول التي من شأنها تغيير الواقع، وتحويل تلك الطاقة إلى طاقة إيجابية تفيد في بناء الشخصية، ولا تكون صفة سلبية تُنفِّر المحيطين بنا، ويضع قلمي بين أيديكم أهم تلك النصائح من خلال السطور التالية…
نصائح تربوية للتعامل مع الطفل المشاغب
- لا للصراخ
فالصراخ في وجه طفلك سيعمل على هدم شخصيته تماماً، وزرع الرعب في قلبه، حتى وإن بدا لك عكس ذلك من صمود وعناد في عينيه، فأنت تقتله من الداخل ولكن بالتدريج، فمع الوقت ستجد نفسك أمام حالة ميؤوس منها تماماً.
- كن قريب منه
إن فعل الطفل خطأ ما، وكنت تريد أن تقوم بتوجيهه أو ردعه، فقبل أن تبدأ الحديث إجلس على ركبتيك لتكون بمستواه ووجهك لوجهه، فتلك الخطوة تعمل على إزاله الحواجز بينكم، ولا يشعر الطفل بنوع من التهديد كونك أكبر منه حجماً ومن الممكن أن تضربه أو تقسو عليه.
- تحدث معه بهدوء وحزم
أحرص دائماً أثناء توجيهك لطفلك على أن يتسم أسلوبك بالهدوء والحزم في الوقت نفسه، فكن هادئاً ولكن لا تبالغ في ذلك الهدوء حتى لا يشعر الطفل أنه أقوى منك، أو أن له اليد العليا في النقاش، وكن حازماً واثقاً في توجيه النصائح له، فمع الهدوء سيستطيع الطفل الإستماع لك بعيداً عن الصراخ المفزع.
ومع وجود تلك النبرة الحازمة سيتسرب للطفل شعور بالرهبة منك وأن هناك الكثير من الممكن فعله وراء ذلك الحديث، ومن الأفضل أن يستمع لك ويفهم ما تريد منه فعله، صدقني إن إستمررْت بفعل ذلك، سترسم ملامح علاقة جديدة بينك وبين طفلك.
- المنطق سلاحك
إجعل دائماً المنطق سلاحك في الحوار بينكم، فإن فعل خطأ بينه له خطأه وأعطيه سبباً مقنعا لما تقول، لا تفرض عليه أمر واقع بأنه لا سبيل أمامه إلا إتباع نصائحك وتوجيهاتك، بل بين له كيف يصب ذلك في صالحه، كيف يجنبه ذلك مشكلةٍ ما، أو ما إن فعل طفلٌ آخر معه نفس الفعل فكيف سيكون حاله.
حاول دائماً أن تجعل أفعالك التقويمية معه مبنية على أساس منطقي لا بالقهر، فالقهر سيجعل منه مستقبلاً شاباً أو فتاه بلا شخصية قويمة، ففي النهاية كل الأطفال ستكبر، والأهم ما ستكون عليه أفعالهم بعد تكوُّن شخصياتهم الحقيقية.
- إزرع قيم وأهداف معنوية
من المهم أثناء تربيتنا لأبنائنا وبناتنا أن نحفزهم على فعل الصواب، ومن المتبع في ذلك تقديم جوائز لهم مكافأةً على حسن السلوك والنجاح وغير ذلك من العلامات الإيجابية، ولكن كن حريصاً على أن تنوع بين الجوائز المادية والقيم المعنوية، كيف ذلك؟
فإن كثرة الجوائز المادية تجعل من الطفل مستقبلاً ذو سلوك مادي، لا يقدم شئ إلا إن كان هناك مقابل له حتى مع أقرب الناس منه، وهم والديه وإخوته، لذا فمن المهم أن تزرع بداخله الحب والغاية لتحقيق أهداف معنوية، مثلاً أن تحفزه على فعل شئ ليكون والديك فخورين بك، أو أن تصبح الأفضل بين أصدقائك.
بالنهاية نود أن نؤكد على أن الوقت هو عنصر هام في تحقيق أي أهداف، فمن الممكن أن تتصور الآن أثناء قرائتك لتلك السطور أن ذلك لن يُجدي نفعاً مع طفلك، وتعقيباً على ذلك أحب أن أوضح لك أنه لا يوجد فعل تربوي يجني ثماره في ذات الوقت، فلا تتعجل النتائج.
مع الوقت ستجد أن ما تفعله بدأ يجني ثماراً، وقد أكد الخبراء على ذلك حين أقروا أن تعديل أي سلوك لطفل بأفعال تربوية لا يمكن الحكم على فاعليته قبل مرور شهرين على تطبيقه.
نأمل أن نكون قد أجبنا على محور حديثنا ” كيف أتعامل مع طفلي المشاغب ” أملين أن نكون قد أضفنا القيمة لقرائنا الأعزاء.
للمزيد من المقالات حول تهذيب سلوك طفلك، فيمكنك قرائة كيف أتعامل مع الطفل العنيد؟، و كيف أتعامل مع الطفل كثير البكاء؟