Save شعر نزار قبانى - قلمي
الرئيسية / الآدب / شعر غزل / شعر نزار قبانى

شعر نزار قبانى

شعر نزار قبانى ، هو شعر متميز دائماً، يخاطب المرأة في الغزل، والحب، ويعتبر نزار قبانى شاعر سوري، لقب بشاعر المرأة، وهو من عائلة قبانى الدمشقية، تخرج من كلية الحقوق، وبدأ في كتابة الشعر التقليدي، ثم انتقل للشعر الحديث، وهو مؤسس أول مدرسة شعرية، وفكرية، شُهر بالقصائد الرومانسية، والعربية، والسياسية، والعشقية، والغزلية، وأكثر قصائده في الحب والغزل، لما له من أثر ملموس علي أحاسيس البشرية، حيث أن المغنيون قاموا بتلحين أعماله الشعرية.

نبذة عن نزار قبّاني

هو شاعر ودبلوماسي، ولد نزار قبانى عام 1923 يوم 21 مارس في مدينة دمشق، يعتبر من أشهر شعراء العرب، تخرج من مدرسة الكلية العلمية الوطنية بدمشق، ثم أكمل دراسته بكلية الحقوق، بجامعة سوريا، وكان متقناً للغة الإنجليزية، وقد عمل سفيراً لسوريا لندن لمدة ثلاث أعوام بين عامي 1952، 1955

حياة نزار قباني الإجتماعية

تزوج نزار قباني مرتين، كانت الأولى من فتاه سورية، اسمها زهرة، والثانية، من أصل عراقي تدعى بلقيس، أنجب نزرا قباني من زوحته الأولي هدباء، وتوفيق، وتوفي ابنه توفيق وهو في ريعان شبابه في سن السابعة عشر بمرض القلب، ورثاه نزار بقصيدة مشهورة بعنوان ( الأمير الخرافي توفيق قبانيّ ).

وأنجب من زوجته الثانية بلقيس ولد باسم عُمر،وبنت تسمي زينب، وقد توفت زوجته بلقيس أثر انفجار السفارة العراقية ببيروت عام 1982، ورثاها أيضاً بقصيدة بعنوان اسمها،ورفض بعد وفاتها أن يتزوج مر أخرى، واختار أن يعيش حياته الأخيرة وحيداً في شقّة بالعاصمة الإنجليزيّة.

من أشهر أعمال شعر نزار قبانى

هناك الكثير والكثير من شعر نزار قّبانى، ولكن من أهم أعماله ما يلي:

  • مئة رسالة حب
  • قالت لي السمراء
  • هل تسمعين صهيل أحزاني
  • الرسم بالكلمات
  • قاموس العاشقين
  • أنت لي
  • أحبك والبقية تأتي

 والآن سنعرض عليكم من خلال موقع قلمي أجمل شعر نزار قبانى في الحب والغزل التي تخاطب المرأة:

إمرأة من زجاج

عيناك.. كلهما تحدي
ولقد قبلت أنا التحدي!!
يا أجبن الجبناء.. إقتربي
فبرقك دون رعد
هاتي سلاحك.. واضربي
سترين كيف يكون ردي..
إن كان حقدك قطرةً
فالحقد كالطوفان عندي
أنا لست أغفر كالمسيح
ولن أدير إليك خدي
السوط.. أصبح في يدي
فتمزقي بسياط حقدي
*
يا آخر امرأةٍ.. تحاول
أن تسد طريق مجدي
جدران بيتك من زجاجٍ
فاحذري أن تستبدي!
سنرى غداً .. سنرى غداً
من أنت بعد ذبول وردي
*
أتهددين بحبك الثاني..
وزندٍ غير زندي؟
إني لأعرف، يا رخيصة،
أنني ما عدت وحدي..
هذا الذي يسعى إليك الآن…
لا أرضاه عبدي..
فليمضغ النهد الذي
خلفته أنقاض نهد..
يكفيه ذلاً … أنه
قد جاء ماء البئر.. بعدي

 أحمر الشفاه

كم وشوش الحقيبة
السوداء .. عن جواه
والمرآة .. ما رآه
على فمٍ أغنى
يرضع حرف مخملٍ
تقبيله صلاه
وما تحرقت يداه
ليس يخاف الجمر
***
إن نهضت لزينةٍ
وارتف .. والتف .. على
ياقوتةٍ وتاه
الهجع انتباه
جدولي مياه
يغزل نصف مغربٍ
حيث جرت ريشته
فالرزق والرفاه
مضيئةٍ دماه
مداه .. قوس لازوردٍ
يرش رشةً هنا
حمراء .. من دماه
غلغلت خطاه
إذا أتم دورةً
***
أنت شفيعي عندها
يهرق في دائرةٍ
مضيئةٍ دماه
مداه .. قوس لازوردٍ
ليت لي مداه ..
يرش رشةً هنا
حمراء .. من دماه
ويوقد الشموع .. حيث
غلغلت خطاه
إذا أتم دورةً
قال العقيق : آه
***
أنت شفيعي عندها
يا أحمر الشفاه ..

 أحبك أحبك والبقية تأتي

حديثك سجادةٌ فارسيه..
وعيناك عصفوتان دمشقيتان..
تطيران بين الجدار وبين الجدار..
وقلبي يسافر مثل الحمامة فوق مياه يديك،
ويأخذ قيلولةً تحت ظل السوار..
وإني أحبك..
لكن أخاف التورط فيك،
أخاف التوحد فيك،
أخاف التقمص فيك،
فقد علمتني التجارب أن أتجنب عشق النساء،
وموج البحار..
أنا لا أناقش حبك.. فهو نهاري
ولست أناقش شمس النهار
أنا لا أناقش حبك..
فهو يقرر في أي يوم سيأتي.. وفي أي يومٍ سيذهب..
وهو يحدد وقت الحوار، وشكل الحوار..
***
دعيني أصب لك الشاي،
أنت خرافية الحسن هذا الصباح،
وصوتك نقشٌ جميلٌ على ثوب مراكشيه
وعقدك يلعب كالطفل تحت المرايا..
ويرتشف الماء من شفة المزهريه
دعيني أصب لك الشاي، هل قلت إني أحبك؟
هل قلت إني سعيدٌ لأنك جئت..
وأن حضورك يسعد مثل حضور القصيده
ومثل حضور المراكب، والذكريات البعيده..
***
دعيني أترجم بعض كلام المقاعد وهي ترحب فيك..
دعيني، أعبر عما يدور ببال الفناجين،
وهي تفكر في شفتيك..
وبال الملاعق، والسكريه..
دعيني أضيفك حرفاً جديداً..
على أحرف الأبجديه..
دعيني أناقض نفسي قليلاً
وأجمع في الحب بين الحضارة والبربريه..
***
– أأعجبك الشاي؟
– هل ترغبين ببعض الحليب؟
– وهل تكتفين –كما كنت دوماً- بقطعة سكر؟
– وأما أنا فأفضل وجهك من غير سكر..
………………………………………………………
………………………………………………………
………………………………………………………
أكرر للمرة الألف أني أحبك..
كيف تريدينني أن أفسر ما لا يفسر؟
وكيف تريدينني أن أقيس مساحة حزني؟
وحزني كالطفل.. يزداد في كل يوم جمالاً ويكبر..
دعيني أقول بكل اللغات التي تعرفين والتي لا تعرفين..
أحبك أنت..
دعيني أفتش عن مفرداتٍ..
تكون بحجم حنيني إليك..
وعن كلماتٍ.. تغطي مساحة نهديك..
بالماء، والعشب، والياسمين
دعيني أفكر عنك..
وأشتاق عنك..
وأبكي، وأضحك عنك..
وألغي المسافة بين الخيال وبين اليقين..
***
دعيني أنادي عليك، بكل حروف النداء..
لعلي إذا ما تغرغرت باسمك، من شفتي تولدين
دعيني أؤسس دولة عشقٍ..
تكونين أنت المليكة فيها..
وأصبح فيها أنا أعظم العاشقين..
دعيني أقود انقلاباً..
يوطد سلطة عينيك بين الشعوب،
دعيني.. أغير بالحب وجه الحضارة..
أنت الحضارة.. أنت التراث الذي يتشكل في باطن الأرض
منذ ألوف السنين..
***
أحبك..
كيف تريديني أن أبرهن أن حضورك في الكون،
مثل حضور المياه،
ومثل حضور الشجر
وأنك زهرة دوار شمسٍ..
وبستان نخلٍ..
وأغنيةٌ أبحرت من وتر..
دعيني أقولك بالصمت..
حين تضيق العبارة عما أعاني..
وحين يصير الكلام مؤامرةً أتورط فيها.
وتغدو القصيدة آنيةً من حجر..
***
دعيني..
أقولك ما بين نفسي وبيني..
وما بين أهداب عيني، وعيني..
دعيني..
أقولك بالرمز، إن كنت لا تثقين بضوء القمر..
دعيني أقولك بالبرق،
أو برذاذ المطر..
دعيني أقدم للبحر عنوان عينيك..
إن تقبلي دعوتي للسفر..
لماذا أحبك؟
إن السفينة في البحر، لا تتذكر كيف أحاط بها الماء..
لا تتذكر كيف اعتراها الدوار..
لماذا أحبك؟
إن الرصاصة في اللحم لا تتساءل من أين جاءت..
وليست تقدم أي اعتذار..
***
لماذا أحبك.. لا تسأليني..
فليس لدي الخيار.. وليس لديك الخيار..

 أحبك جداً

أحبك جداً
وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويـل
وأعرف أنك ست النساء
وليس لدي بديـل
وأعرف أن زمان الحنيـن انتهى
ومات الكلام الجميل

لست النساء ماذا نقول
أحبك جدا…

أحبك جداً وأعرف أني أعيش بمنفى
وأنت بمنفى
وبيني وبينك
ريحٌ
وغيمٌ
وبرقٌ
ورعدٌ
وثلجٌ ونـار
وأعرف أن الوصول لعينيك وهمٌ
وأعرف أن الوصول إليك
انتحـار
ويسعدني
أن أمزق نفسي لأجلك أيتها الغالية
ولو خيروني
لكررت حبك للمرة الثانية

يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر
أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر
أحبك جداً

وأعرف أني أسافر في بحر عينيك
دون يقين
وأترك عقلي ورائي وأركض
أركض
أركض خلف جنونـي

أيا امرأة تمسك القلب بين يديها
سألتك بالله لا تتركيني
لا تتركيني
فماذا أكون أنا إذا لم تكوني
أحبك جداً
وجداً وجداً
وأرفض من نــار حبك أن أستقيلا
وهل يستطيع المتيم بالعشق أن يستقلا…
وما همني
إن خرجت من الحب حيا
وما همني
إن خرجت قتيلا

 أكبر من كل الكلمات

سيدتي ! عندي في الدفتر
ترقص آلاف الكلمات
واحدةٌ في ثوبٍ أصفر
واحدةٌ في ثوبٍ أحمر
يحرق أطراف الصفحات
أنا لست وحيداً في الدنيا
عائلتي .. حزمة أبيات
أنا شاعر حبٍ جوالٌ
تعرفه كل الشرفات
تعرفه كل الحلوات
عندي للحب تعابيرٌ
ما مرت في بال دواة
الشمس فتحت نوافذها
و تركت هنالك مرساتي
و قطعت بحاراً .. و بحاراً
أنبش أعماق الموجات
أبحث في جوف الصدفات
عن حرفٍ كالقمر الأخضر
أهديه لعيني مولاتي

سيدتي ! في هذا الدفتر
تجدين ألوف الكلمات
الأبيض منها و .. و الأحمر
الأزرق منها و .. و الأصفر
لكنك .. يا قمري الأخضر
أحلى من كل الكلمات
أكبر من كل الكلمات

ألا تجلسين قليلا

ألا تجلسين قليلاً
ألا تجلسين؟
فإن القضية أكبر منك.. وأكبر مني..
كما تعلمين..
وما كان بيني وبينك..
لم يك نقشاً على وجه ماء
ولكنه كان شيئاً كبيراً كبيراً..
كهذي السماء
فكيف بلحظة ضعفٍ
نريد اغتيال السماء؟..
ألا تجلسين لخمس دقائق أخرى؟
ففي القلب شيءٌ كثير..
وحزنٌ كثيرٌ..
وليس من السهل قتل العواطف في لحظات
وإلقاء حبك في سلة المهملات..
فإن تراثاً من الحب.. والشعر.. والحزن..
والخبز.. والملح.. والتبغ.. والذكريات
يحاصرنا من جميع الجهات
فليتك تفتكرين قليلاً بما تفعلين
فإن القضية..
أكبر منك.. وأكبر مني..
كما تعلمين..
ولكنني أشعر الآن أن التشنج ليس علاجاً
لما نحن فيه..
وأن الحمامة ليست طريق اليقين
وأن الشؤون الصغيرة بيني وبينك..
ليست تموت بتلك السهوله
وأن المشاعر لا تتبدل مثل الثياب الجميله..
أنا لا أحاول تغيير رأيك..
إن القرار قرارك طبعاً..
ولكنني أشعر الآن أن جذورك تمتد في القلب،
ذات الشمال ، وذات اليمين..
فكيف نفك حصار العصافير، والبحر،
والصيف، والياسمين..
وكيف نقص بثانيتين؟
شريطاً غزلناه في عشرات السنين..
– سأسكب كأساً لنفسي..
– وأنت؟
تذكرت أنك لا تشربين..
أنا لست ضد رحيلك.. لكن..
أفكر أن السماء ملبدةٌ بالغيوم..
وأخشى عليك سقوط المطر
فماذا يضيرك لو تجلسين؟
لحين انقطاع المطر..
وما يضيرك؟
لو تضعين قليلاً من الكحل فوق جفونك..
أنت بكيت كثيراً..
ومازال وجهك رغم اختلاط دموعك بالكحل
مثل القمر..
أنا لست ضد رحيلك..
لكن..
لدي اقتراح بأن نقرأ الآن شيئاً من الشعر.
عل قليلاً من الشعر يكسر هذا الضجر..
… تقولين إنك لا تعجبين بشعري!!
سأقبل هذا التحدي الجديد..
بكل برودٍ.. وكل صفاء
وأذكر..
كم كنت تحتفلين بشعري..
وتحتضنين حروفي صباح مساء..
وأضحك..
من نزوات النساء..
فليتك سيدتي تجلسين
فإن القضية أكبر منك .. وأكبر مني..
كما تعلمين..
أما زلت غضبى؟
إذن سامحيني..
فأنت حبيبة قلبي على أي حال..
سأفرضً أني تصرفت مثل جميع الرجال
ببعض الخشونه..
وبعض الغرور..
فهل ذاك يكفي لقطع جميع الجسور؟
وإحراق كل الشجر..
أنا لا أحاول رد القضاء ورد القدر..
ولكنني أشعر الآن..
أن اقتلاعك من عصب القلب صعبٌ..
وإعدام حبك صعبٌ..
وعشقك صعبٌ
وكرهك صعبٌ..
وقتلك حلمٌ بعيد المنال..
فلا تعلني الحرب..
إن الجميلات لا تحترفن القتال..
ولا تطلقي النار ذات اليمين،
وذات الشمال..
ففي آخر الأمر..
لا تستطيعي اغتيال جميع الرجال..
لا تستطيعي اغتيال جميع الرجال..

أعنف حب عشته

تلومني الدنيا إذا أحببته
كأني أنا خلقت الحب واخترعته
كأنني على خدود الورد قد رسمته
.. كأنني أنا التي
للطير في السماء قد علمته
وفي حقول القمح قد زرعته
.. وفي مياه البحر قد ذوبته
.. كأنني أنا التي
كالقمر الجميل في السماء قد علقته
.. تلومني الدنيا إذا
.. سميت من أحب .. أو ذكرته
.. كأنني أنا الهوى
.. وأمه .. وأخته
من حيث ما انتظرته
.. مختلف عن كل ما عرفته
مختلف عن كل ما قرأته
.. وكل ما سمعته
.. لو كنت أدري
أنه نوع من الإدمان .. ما أدمنته
.. لو كنت أدري أنه
باب كثير الريح ، ما فتحته
.. لو كنت أدري أنه
عود من الكبريت ، ما أشعلته
هذا الهوى . أعنف حب عشته
.. فليتني حين أتاني فاتحا
يديه لي .. رددته
.. وليتني من قبل أن يقتلني
.. قتلته
.. هذا الهوى الذي أراه في الليل
.. أراه .. في ثوبي
.. وفي عطري .. وفي أساوري
.. أراه .. مرسوما على وجه يدي
.. أراه .. منقوشا على مشاعري
.. لو أخبروني أنه
.. طفل كثير اللهو والضوضاء ما أدخلته
.. وأنه سيكسر الزجاج في قلبي
.. لما تركته
.. لو اخبروني أنه
سيضرم النيران في دقائق
ويقلب الأشياء في دقائق
ويصبغ الجدران بالأحمر والأزرق في دقائق
.. لكنت قد طردته
.. يا أيها الغالي الذي
.. أرضيت عني الله .. إذ أحببته
أروع حب عشته
فليتني حين أتاني زائرا
.. بالورد قد طوقته
.. وليتني حين أتاني باكيا
.. فتحت أبوابي له .. وبسته
.. وبسته
.. وبسته
.. فتحت أبوابي له .. وبسته
.. وبسته
.. وبستهالحب

على شريط تسجيل

1
كلامك ليس يطاق..
وتعبير عينيك ليس يطاق..
وهذي الأغاني التي يتغرغر فيها المسجل
منذ ابتداء النهار، إلى مطلع الفجر
ليست تطاق..
ولا بد لي أن أغادر..
لماذا أظل هنا؟ حين كل الوسائد ضدي..
وكل المقاعد ضدي..
وكل المرايا.. وكل الزوايا .. وكل الستائر..
لماذا أظل هنا بعد موت جميع المشاعر؟
لماذا أظل هنا؟
حين أشعر أني سأشنق في آخر الليل..
فوق الضفائر..
لماذا أظل هنا؟
حين أعرف أني سأدفن تحت رنين العقود..
وضوع البخور..
وشكوى الأساور..
سأذهب حتى أقابل شعري
فإني نسيت تماماً، طريقة رسم الحروف،
نسيت بياض الدفاتر..
فنصفي مقيمٌ لديك
ونصفي مسافر…
3
لكن هذا المناخ العدائي بيني وبينك..
أطفأ كل النجوم،
وأيبس كل البيادر
صحيحٌ.. بأن المكان أنيقٌ
وأن النبيذ عميقٌ
وأن التماثيل رائعةٌ، والأزاهر
ولكنني، رغم هذا الإطار الملوكي حولي،
أحس بأني أموت كشاعر…
4
ويا ست كل الجميلات..
وأن جنودك كثرٌ..
وأن وصالك قهرٌ.. وهجرك قهرٌ..
وأن الذي لا يسبح باسمك كافر
فلا تضعيني.. بقائمة الركع الساجدين
ولا تدخليني.. بجيش الدراويش والصابرين
ولا تحسبيني..
خروفاً تجزين عن جسمه الصوف.. كالآخرين
ولا تستبدي برأيك فوق فراش الهوى
لأني من الله.. لا أتلقى الأوامر…
خروفاً تجزين عن جسمه الصوف.. كالآخرين
ولا تستبدي برأيك فوق فراش الهوى
لأني من الله.. لا أتلقى الأوامر

الحبُّ يا حبيبتي..

الحب يا حبيبتي
قصيدةٌ جميلةٌ مكتوبةٌ على القمر
الحب مرسومٌ على جميع أوراق الشجر
الحب منقوشٌ على ريش العصافير
وحبات المطر
لكن أي امرأةٍ في وطني
إذا أحبت رجلاً
ترمى بخمسين حجر

الحَسْناءُ والدّفْتر

قالت: أتسمح أن تزين دفتري
بعبارة، أو بيت شعرٍ واحد..
بيتٍ أخبئه بليل ضفائري
وأريحه كالطفل فوق وسائدي
قل ما تشاء، فإن شعرك شاعري
أغلى وأروع من جميع قلائدي
ذات المفكرة الصغيرة.. أعذري
ما عاد ماردك القديم بمارد
من أين؟ أحلى القارئات أتيتني
أنا لست أكثر من سراجٍ خامد..
أشعاري الأولى. أنا أحرقتها
ورميت كل مزاهري وموائدي..
أنت الربيع.. بدفئه وشموسه
ماذا سأصنع بالربيع العائد؟.
لا تبحثي عني خلال كتابتي..
شتان ما بيني وبين قصائدي..
أنا أهدم الدنيا ببيتٍ شاردٍ
وأعمر الدنيا ببيتٍ شارد..
بيدي صنعت جمال كل جميلةٍ
وأثرت نخوة كل نهدٍ ناهد
أشعلت في حطب النجوم حرائقاً
وأنا أمامك كالجدار البارد..
كتبي التي أحببتها وقرأتها
ليست سوى ورقٍ.. وحبرٍ جامد
لا تخدعي ببروقها ورعودها
فالنار ميتةٌ بجوف مواقدي
سيفي أنا خشبٌ.. فلا تتعجبي
إن لم يضمك، يا جميلة، ساعدي.
إني أحارب بالحروف وبالرؤى
ومن الدخان صنعت كل مشاهدي
شيدت للحب الأنيق معابداً
وسقطت مقتولاً .. أمام معابدي..
قزحية العينين.. تلك حقيقتي..
هل بعد هذا تقرأين قصائدي؟

الشفة

منضمةٌ .. مزقزقه
مبلولةٌ كالورقه
سبحانه من شقها
كما تشق الفستقه
نافورةٌ صادحةٌ
وفكرةٌ محلقه
وعاء وردٍ أحمرٍ
في غرفةٍ مزوقه
وباقةٌ من كرزٍ
بأمها معلقه
ماذا على السياج؟
أي وردةٍ ممزقه
قرت على لين الحرير
لوحةً موفقه..
وعرشت على بياض
وجهها كالزنبقه
رفيقةٌ للهدب ،
للجديلة المصفقه
للمقلة الخضراء..
للغلالة المغرورقه
كم قبلةٍ زرعتها
منغومةٍ مموسقه
على فمٍ كأنما
خلاقه ما خلقه
وأنت فوق ساعدي
مأخوذةٌ مستغرقه
مرتاعةً .. ضفيرةً
حيرى ، وعيناً مغلقه
أبيننا .. ما بيننا
وأنت خجلى مطرقه ؟

الحب في الإقامة الجبرية

1
فالدم الذي كنت أحسب أنه لا يصبح ماءً..
أصبح ماءً..
والسماء التي كنت أعتقد أن زجاجها الأزرق
غير قابلٍ للكسر.. إنكسرت..
والشمس ..
التي كنت أعلقها كالحلق الإسباني
في أذنيك..
وقعت مني على الأرض.. وتهشمت..
والكلمات..
التي كنت أغطيك بها عندما تنامين..
هربت كالعصافير الخائفه..
وتركتك عاريه…
2
بين نهديك..
أو لمضاجعتك..
لم أعد متحمساً للهجوم على أي شيء..
أو للدفاع عن أي شيء..
فقد شقطنا في الزمن الدائري…
حيث المسافة بين يدي وخاصرتك..
لا تتغير…
وبين أنفي ومسامات جلدك..
لا تتغير..
وبين زنزانة فخذيك..
وساحة إعدامي..
لا تتغير…
3
أستأذنك..
بالخروج من هذا الزمن الضيق..
والعواطف الجاهزة كإفطار الصباح
ككمبيالية مستحقة الدفع…
4
أستأذنك..
بأخذ إجازة طويلةٍ.. طويله..
فلقد تعبت..
من حالة اللاشوق.. واللاحب.. التي أنا فيها..
التي صارت عواطفي مربعة كجدرانها..
5
أريد أن أتظاهر ضد حبك الفاشيستي
وأطلق الرصاص..
على قصرك..
وحرسك..
وعربتك البورجوازية الخيول..
أريد.. أن أحتج على سلطتك السرمديه..
الذي سميت به نفسك..
أريد أن أطلق الرصاص..
على صورتك الزيتية..
المعلقة في صالة العرش..
وعلى كل الشعراء،
والنبلاء،
والسفراء..
الذين يدفعون لعينيك الجزيه..
ويسقون نهديك..
حليب العصافير…
6
أريد أن أطلق الرصاص..
على ملابسك المسرحيه..
وعلى عدة الشغل التي تستعملينها في التشخيص..
على الأخضر.. والليكلي..
على الأزرق.. والبرتقالي..
على عشرات القوارير التي جمعت فيها فصائل دمي..
على غابة الخواتم والأساور..
التي استعملتها لابتزازي…
المصنوعة من جلد التمساح..
على دبابيس الشعر..
ومبارد الأظافر…
والسلاسل المعدنيه..
التي لجأت إليها..
لأخذ اعترافاتي…
7
أريد أن أطلق الرصاص..
على صوتك المتسلل عبر أسلاك الهاتف
فلم أعد مهتماً بهواية جمع العصافير…
أريد أن أطلق الرصاص..
على حروف اسمك..
فلم أعد مهتماً..
بهواية جمع الأحجار النادره..
أريد أن أطلق الرصاص..
على كل قصائدي.. التي كتبتها لك..
وعلى كل الإهداءات الهيستيريه..
في ساعات الحب الشديد..
في ساعات الغباء الشديد..
8
أريد أن أذهب إلى البحر..
حيث الشواطئ مفتوحةٌ ككتابٍ أزرق
ففمي.. أصبح كغابة الفطر..
من قلة الشمس..
وعواطفي أصبحت كالمخطوطات القديمه..
من قلة الزائرين..
وقلة القراءة…
9
أريد..
أن أكسر دائرة الطباشير..
وأنهي هذه الرحلة اليوميه..
بين شفتك العليا.. وشفتك السفلى..
بين جسدك البارد كمدن النحاس
10
أريد أن أحتج على شيء ما…
أن أصطدم بشيءٍ ما..
أن أنتحر من أجل شيءٍ ما..
فلم يعد عندي ما أفعله..
سوى أن ألعب الورق مع ضجري
هو يخسر.. وأنا أخسر..
هو يخبرني أنك كنت حبيبه..
هو يعطيني مسدسه لأنتحر..
وأنا أطلعه على مكاتيبك القديمه..
فيقتل نفسه…
ويقتلني…
11
أستأذن في أن أقتلك..
إنني أعرف أن كل غمائم السماء..
وكل الحمائم ستفرش ريشها الأبيض.. تحت
وكل شقائق النعمان..
ستطلع من حقول جسدك..
ولكن برغم هذا..
سأبقى مصمماً على قتلك..
لا من أجلي وحدي..
ولكن من أجل كل الأسرى.. والجرحى.. ومشوهي
الحب..
ومن أجل كل الذين حكمتهم بالأشغال الشاقة
المؤبده..
وفرضت عليهم.
أن ينقلوا الرمل بملاعق الشاي..
من نهدك الأيمن.. إلى نهدك الأيسر..
من نهدك الأيسر.. إلى نهدك الأيمن..
ولا يزالون يشتغلون..
و … لا … ي … ز … ا … ل … و … ن …
ي … ش … ت … غ … ل … و … ن …
وكل الحمائم ستفرش ريشها الأبيض.. تحت
رأسك
وكل شقائق النعمان..
ستطلع من حقول جسدك..
ولكن برغم هذا..
سأبقى مصمماً على قتلك..
لا من أجلي وحدي..
ولكن من أجل كل الأسرى.. والجرحى.. ومشوهي
الحب..
ومن أجل كل الذين حكمتهم بالأشغال الشاقة
المؤبده..
وفرضت عليهم.
أن ينقلوا الرمل بملاعق الشاي..
من نهدك الأيمن.. إلى نهدك الأيسر..
من نهدك الأيسر.. إلى نهدك الأيمن..
ولا يزالون يشتغلون..
ولا يزالون يشتغلون..

الحب لا يقف على الضوء الأحمر

” أنت في العشرين تستطيع أن تحب..
وأنت في الثمانين تستطيع أن تحب..
هناك دائماً مناسبة لاشتعال البرق..”
فرانسواز ساغان
– – –
إفتتاحية
هذا كتابي الأربعون .. ولم أزل
أحبو كتلميذٍ صغيرٍ .. في هواك
هذا كتابي الأربعون..
ورغم كل شطارتي .. ومهارتي
لم يرض عني ناهداك…
كل اللغات قديمةٌ جداً..
وأضيق من رؤاي ومن رؤاك..
لا بد من لغةٍ أفصلها عليك .. حبيبتي..
لا بد من لغةٍ تليق بمستواك
***
حلقت آلاف السنين.. وما وصلت إلى ذراك
وجلبت تيجان الملوك..
وما حصلت على رضاك..
وصعدت فوق الأبجدية كي أراك..
يا من تخيط قصائدي ثوباً لها..
هل ممكنٌ بين القصيدة .. والقصيدة ..
أن أراك؟؟…

العين الخضراء

“جاءت وفي يدها دفتر صغير…
ورغبت إلى الشاعر أن يكتب شعراً
في عينيها…
فإلى صباح عينيها الخضراوين
هذه الحروف…”
قالت: ألا تكتب في محجري ؟
وانشق لي حرجٌ .. ودربٌ ثري
إنهض لأقلامك .. لا تعتذر
من يعص قلب امرأةٍ .. يكفر ..
يلذ لي .. يلذ لي .. أن أرى
خضرة عيني .. على دفتري
***
وارتعشت جزيرةٌ في مدىً
مزغردٍ .. معطرٍ .. أنور
خضراء ، بين الغيم مزروعةٌ
في خاطر العبير لم تخطر ..
يروون لي أخبار صفصافةٍ
تغسل رجليها على الأنهر ..
لا تسبلي ستارةً غضةً
دمي .. لشباك هوىً أخضر
خلي مسافاتي .. على طولها
بالله .. لا تحطمي منظري ..
***
جاءت مع الصباح لي غابةٌ
تقول : من نتف لي مئزري ؟
حشدت أوراق الربى كلها
ضمن إطارٍ .. بارعٍ .. أشقر
يا عين .. يا خضراء .. يا واحةً
خضراء ترتاح على المرمر..
أفدي اندفاق الصيف من مقلةٍ
خيرةٍ .. كالموسم الخير
يا صحو .. أطعمتك من صحتي
لا يوجد الشتاء في أشهري..
***
في عينها .. لون مشاويرنا
نشرد بين الكرم والبيدر
والشمس .. والحصاد.. والمنحنى
إذ نهدك الصبي لم ينفر..
أي صباحٍ لبلادي غفا
وراء هدبٍ ، مطمئنٍ ، طري..
عيناك .. يا دنيا بلا آخرٍ
حدودها .. دنيا بلا آخر
كسرت .. آلاف النجوم على
دربٍ ستجتازينه .. فكري..

القبلة الأولى

عامان .. مرا عليها يا مقبلتي
وعطرها لم يزل يجري على شفتي
كأنها الآن .. لم تذهب حلاوتها
ولا يزال شذاها ملء صومعتي
إذ كان شعرك في كفي زوبعة
وكأن ثغرك أحطابي .. وموقدتي
قولي. أأفرغت في ثغري الجحيم وهل
من الهوى أن تكوني أنت محرقتي
لما تصالب ثغرانا بدافئة
لمحت في شفتيها طيف مقبرتي
تروي الحكايات أن الثغر معصية
حمراء .. إنك قد حببت معصيتي
ويزعم الناس أن الثغر ملعبها
فما لها التهمت عظمي وأوردتي؟
يا طيب قبلتك الأولى .. يرف بها
شذا جبالي .. وغاباتي .. وأوديتي
ويا نبيذية الثغر الصبي .. إذا
ذكرته غرقت بالماء حنجرتي..
ماذا على شفتي السفلى تركت .. وهل
طبعتها في فمي الملهوب .. أم رئتي؟
لم يبق لي منك .. إلا خيط رائحة
يدعوك أن ترجعي للوكر .. سيدتي
ذهبت أنت لغيري .. وهي باقية
نبعا من الوهج .. لم ينشف .. ولم يمت
تركتني جائع الأعصاب .. منفردا
أنا على نهم الميعاد .. فالتفتي

امرأة تمشي في داخلي

1
لا أحد قرأ فنجاني..
إلا وعرف أنك حبيبتي
لا أحد درس خطوط يدي
إلا واكتشف حروف اسمك الأربعه..
كل شيء يمكن تكذيبه
إلا رائحة امرأةٍ نحبها..
كل شيءٍ يمكن إخفاؤه
إلا خطوات امرأةٍ تتحرك في داخلنا..
كل شيءٍ يمكن الجدل فيه..
إلا أنوثتك..
2
أين أخفيك يا حبيبتي؟
نحن غابتان تشتعلان
وكل كاميرات التلفزيون مسلطةٌ علينا..
أين أخبئك يا حبيبتي؟
وكل الصحافيين يريدون أن يجعلوا منك
نجمة الغلاف..
ويجعلوا مني بطلاً إغريقياً
وفضيحةً مكتوبه..
3
أين أذهب بك؟
أين تذهبين بي؟
وكل المقاهي تحفظ وجوهنا عن ظهر قلب
وكل الفنادق تحفظ أسماءنا عن ظهر قلب
وكل الأرصفة تحفظ موسيقى أقدامنا
عن ظهر قلب..
نحن مكشوفان للعالم كشرفةٍ بحريه
ومرئيان كسمكتين ذهبيتين..
في إناءٍ من الكريستال..
4
لا أحد قرأ قصائدي عنك..
إلا وعرف مصادر لغتي..
لا أحد سافر في كتبي
إلا وصل بالسلامة إلى مرفأ عينيك
لا أحد أعطيته عنوان بيتي
إلا توجه صوب شفتيك..
لا أحد فتح جواريري
إلا ووجدك نائمةً هناك كفراشه..
ولا أحد نبش أوراقي..
إلا وعرف تاريخ حياتك..
5
علميني طريقةً
أحبسك بها في التاء المربوطه
وأمنعك من الخروج..
علميني أن أرسم حول نهديك
دائرةً بالقلم البنفسجي
وأمنعهما من الطيران
علميني طريقةً أعتقلك بها كالنقطة في آخر السطر..
علميني طريقةً أمشي بها تحت أمطار عينيك .. ولا أتبلل
وأشم بها جسدك المضمخ بالبهارات الهندية.. ولا أدوخ..
وأتدحرج من مرتفعات نهديك الشاهقين..
ولا أتفتت….
6
إرفعي يديك عن عاداتي الصغيره
وأشيائي الصغيره..
عن القلم الذي أكتب به..
والأوراق التي أخربش عليها..
وعلاقة المفاتيح التي أحملها..
والقهوة التي أحتسيها..
وربطات العنق التي أقتنيها
إرفعي يديك عن كتابتي..
فليس من المعقول أن أكتب بأصابعك
وأتنفس برئتيك..
ليس من المعقول أن أضحك بشفتيك
وأن تبكي أنت بعيوني!!.
7
إجلسي معي قليلاً..
لنعيد النظر في خريطة الحب التي رسمتها
بقسوة فاتحٍ مغولي..
وأنانية امرأةٍ تريد أن تقول للرجل:
” كن .. فيكون ..”
كلميني بديمقراطيه ،
فذكور القبيلة في بلادي..
أتقنوا لعبة القمع السياسي
ولا أريدك أن تًمارسي معي
لعبة القمع العاطفي..
8
إجلسي حتى نرى..
أين حدود عينيك؟.
وأين حدود أحزاني؟.
أين تبتديء مياهك الإقليميه؟
وأين ينتهي دمي؟.
إجلسي حتى نتفاهم..
على أي جزءٍ من أجزاء جسدي
ستتوقف فتوحاتك..
وفي أي ساعةٍ من ساعات الليل
ستبدأ غزواتك؟
9
إجلسي معي قليلاً..
حتى نتفق على طريقة حبٍ
لا تكونين فيها جاريتي..
ولا أكون فيها مستعمرةً صغيرةً
في قائمة مستعمراتك..
التي لا تزال منذ القرن السابع عشر
تطالب نهديك بالتحرر
ولا يسمعان..
ولا يسمعان..

بانتظار سيدتي

أجلس في المقهى.. منتظرا
.. أن تأتي سيدتي الحلوة
.. أبتاع الصحف اليومية
أفعل أشياء طفوليه
“أفتش عن “برج الحمل
” .. ساعدني يا “برج الحمل
” .. طمئني يا “برج الحمل”
.. هل تأتي سيدتي الحلوة ؟
هل ترضى أن تتزوجني
هل ترضى سيدتي الحلوة ؟
.. يخبرني برجي عن يوم
.. يشرق بالحب وبالأمل
.. يخبر .. عن خمسة أطفال يأتون
.. وعن شهر العسل
.. أبقى في المقهى .. منتظرا
.. عشرة أعوام قمرية
.. منتظرا .. سيدتي الحلوة
تقرأني الصحف اليومية
.. ينفخني غيم سجاراتي
.. يشربني .. فنجان القهوة
.. ينفخني غيم سجاراتي
.. يشربني .. فنجان القهوة

بعدَ العَاصِفَة

أتحبني . بعد الذي كانا؟
إني أحبك رغم ما كانا
ماضيك. لا أنوي إثارته
حسبي بأنك ها هنا الآنا..
تتبسمين.. وتمسكين يدي
فيعود شكي فيك إيمانا..
عن أمس . لا تتكلمي أبداً..
وتألقي شعراً.. وأجفانا
أخطاؤك الصغرى.. أمر بها
وأحول الأشواك ريحانا..
لولا المحبة في جوانحه
ما أصبح الإنسان إنسانا..
*
عامٌ مضى. وبقيت غاليةً
لا هنت أنت ولا الهوى هانا..
إني أحبك . كيف يمكنني؟
أن أشعل التاريخ نيرانا
وبه معابدنا، جرائدنا،
أقداح قهوتنا، زوايانا
طفلين كنا.. في تصرفنا
وغرورنا، وضلال دعوانا
كلماتنا الرعناء .. مضحكةٌ
ما كان أغباها.. وأغبانا
فلكم ذهبت وأنت غاضبةٌ
ولكم قسوت عليك أحيانا..
ولربما انقطعت رسائلنا
ولربما انقطعت هدايانا..
مهما غلونا في عداوتنا
فالحب أكبر من خطايانا..
*
عيناك نيسانان.. كيف أنا
أغتال في عينيك نيسانا؟
قدر علينا أن نكون معاً
يا حلوتي. رغم الذي كانا..
إن الحديقة لا خيار لها
إن أطلعت ورقاً وأغصانا..
هذا الهوى ضوءٌ بداخلنا
ورفيقنا.. ورفيق نجوانا
طفلٌ نداريه ونعبده
مهما بكى معنا.. وأبكانا..
أحزاننا منه.. ونسأله
لو زادنا دمعاً.. وأحزانا..
*
هاتي يديك.. فأنت زنبقتي
وحبيبتي. رغم الذي كانا..

تذكرة سَفر لامـرأةٍ أحبّهـا

أرجوك يا سيدتي .. أن تتركي لبنان
، أرجوك باسم الحب ، باسم الملح
أن تغادري لبنان
.. فالبحر لا لون له
.. والشكل لا شكل له
والموج – حتى الموج – لا يكلم الشطآن
.. أرجوك يا سيدتي أن ترحلي
.. حتى أرى لبنان
.. أرجوك يا سيدتي أن تختفي
.. بأي شكل كان
.. باي سعر كان
أن ترجعي البحر إلى حدوده
وترجعي الشمس إلى مكانها
وترجعي الجبال والوديان
.. أرجوك يا سيدتي
.. أن ترجعي براءتي
.. والزمن المكسور .. فوق ساعتي
.. وترحلي عني ، وعن لبنان
.. بأي شكل كلن
.. بأي سعر كان
أرجوك يا سيدتي
أن تدركي بأني إنسان
وتسحبي السيف الذي زرعته في فوهة الشريان
أرجوك .. باسم الزعتر البري ، والشربين ، والريحان
.. والثلج ، والضباب ، والرعاة ، والقطعان
وباسم عامين .. هما .. خلاصة الزمان
باسم ( جعيتا ) واليدان فوقها يدان
ونحن مبحران في عرس من الألوان
( وباسم نادي الصيد في ( جبيل
.. والنبيذ .. والدخان
( وبيتنا المهجور في ( طبرجة
وشعرك المنثور فوق الأرض والحيطان
وباسم ثوب أحمر
كنت به رائعة كزهرة الرمان
.. أرجوك يا سيدتي
باسم جميع الكتب المقدسة
والشمع ، والبخور، والصلبان
أرجوك بالأحزان يا سيدتي
إن كنت تعرفين ما الأحزان
أرجوك .. بالأوثان يا سيدتي
إن كنت تؤمنين في عبادة الأوثان
أرجوك .. باسم الأنس
أرجوك .. باسم الجان
.. أن تتركي لبنان
.. كل هداياك التي تحرك الشجون
( كل المناديل التي تحمل حرف ( النون
( أزرار قمصاني التي تحمل حرف ( النون
.. فكلها أفيون
.. يا أنت
.. يا أخطر ما عرفت من أفيون
أرجوك أن تسترجعي
مصباحك القريب من وسادتي
وكلبك الأبيض من سياراتي
فإنها قد أصبحت .. نوعا من الإدمان
.. يا امرأة .. قد جعلتني أدمن الإدمان
رفيقتي ، على دروب ( اليرزة )الخضراء
رفيقتي ، أمام باب مريم العذراء
رفيقتي بالحزن والبكاء
أرجوك ، يا سيدتي ، أن ترجعي
علاقنتي الأولى مع الأشياء
.. أن ترجعي الأشجار مستقيمة
،، والأرض مستديرة
والقمح ، والنجوم، والسنابل الخضراء
.. أرجوك يا سيدتي
أن ترجعي إلى البحار الماء
.. والرب للسماء
.. أرجوك يا سيدتي
أن تحزمي حقائب النسيان
أكبر من مساحة الأجفان
أرجوك يا سيدتي
أن تتركي بيروت في عناية الرحمن
.. وتتركي لي الحزن
.. فهو صاحبي الوحيد من زمان
.. لبنان
كان أنت .. يا حبيبتي
.. ويوم ترحلين عن صدري
.. لبنان
كان أنت .. يا حبيبتي
.. ويوم ترحلين عن صدري
.. فلا لبنان

ثوب النوم الوردي

أغوى فساتينك .. هذي البردة المطيبه
ذات التطاريز .. وذات الطرة المقصبه
والذيل .. والرسوم .. والزركشة المحببه
إذ أنت زهو غرفتي البشوشة المرحبه
تجررين الراهل الطويل .. نشوى معجبه
والأحمر الرعاد .. أشهى من ورود المأدبه
***
أجمل ما لبست من غلائلٍ معشوشبه
منامةٌ .. رف الحواكير ، وبوح المسكبه
أنا حبيس عروةٍ هناك .. كسلى متعبه
لا تقلعيها .. إنها غوايتي المحببه

جسمك خارطتي

زيديني عشقاً.. زيديني
يا أحلى نوبات جنوني
يا سفر الخنجر في أنسجتي
يا غلغلة السكين..
زيديني غرقاً يا سيدتي
إن البحر يناديني
زيديني موتاً..
عل الموت، إذا يقتلني، يحييني..
جسمك خارطتي.. ما عادت
خارطة العالم تعنيني..
أنا أقدم عاصمةٍ للحب
وجرحي نقشٌ فرعوني
وجعي.. يمتد كبقعة زيتٍ
من بيروت.. إلى الصين
وجعي قافلةٌ.. أرسلها
خلفاء الشام.. إلى الصين
في القرن السابع للميلاد
وضاعت في فم تنين
عصفورة قلبي، نيساني
يا رمل البحر، ويا غابات الزيتون
يا طعم الثلج، وطعم النار..
ونكهة شكي، ويقيني
أشعر بالخوف من المجهول.. فآويني
أشعر بالخوف من الظلماء.. فضميني
أشعر بالبرد.. فغطيني
إحكي لي قصصاً للأطفال
وظلي قربي..
غنيني..
فأنا من بدء التكوين
أبحث عن وطنٍ لجبيني..
عن حب امرأة..
يكتبني فوق الجدران.. ويمحيني
عن حب امرأةٍ.. يأخذني
لحدود الشمس..
نوارة عمري، مروحتي
قنديلي، بوح بساتيني
مدي لي جسراً من رائحة الليمون..
وضعيني مشطاً عاجياً
في عتمة شعرك.. وانسيني
أنا نقطة ماءٍ حائرةٌ
بقيت في دفتر تشرين
زيديني عشقاً زيديني
يا أحلى نوبات جنوني
من أجلك أعتقت نسائي
وتركت التاريخ ورائي
وشطبت شهادة ميلادي
وقطعت جميع شراييني…

ثلاث مفاجآت لامرأة رومانسية

ستفاجأ – سيدتي – لو تعلم
أني أجهل ما تعريف الحب!!
وستحزن جداً.. حين ستعلم
أن الشاعر ليس بعلامٍ للغيب..
أنا آخر رجلٍ في الدنيا
يتنبأ عن أحوال القلب
سيدتي.
إني حين أحبك..
لا أحتاج إلى (أل) التعريف
سأكون غيباً لو حاولت،
وهل شمسٌ تدخل في ثقب
لو عندك تعريفٌ للشعر.
فعندي تعريفٌ للحب..
*
ستفاجأ سيدتي لو تعلم
أني أميٌ جداً في علم التفسير
إن كنت نجحت كتابياً في عمل الحب
فما نفع التنظير؟؟
أيصدق أحدٌ أن مليك العشق، وصياد الكلمات
والديك الأقوى في كل الحلبات
لا يعرف أين.. وكيف..
تبللنا أمطار الوجد
ولماذا هندٌ تدخلنا في زمن الشعر..
ولا تدخلنا دعد..
أيصدق أحدٌ أن فقيه الحب ، ومرجعه
لا يحسن تفسير الآيات..
*
ستفاجأ سيدتي لو تعلم،
أني لا أهتم بتحصيل الدرجات
وبأني رجلٌ لا يرعبه تكرار السنوات
وتفاجأ أكثر..
حين ستعلم أني رغم الشيب.. ورغم الخبرة..
لم أتخرج من جامعة الحب..
إني تلميذٌ سيدتي..
إني تلميذك سيدتي..
وسأبقى – حتى يأذن ربي – طالب علم
وسأبقى دوماً عصفوراً..
يتعلم في مدرسة الحلم…

حبيبتي

حبيبتي : إن يسألونك عني
يوما، فلا تفكري كثيرا
قولي لهم بكل كبرياء
((… يحبني…يحبني كثيرا ))
صغيرتي : إن عاتبوك يوما
كيف قصصت شعرك الحريرا
وكيف حطمت إناء طيب
من بعدما ربيته شهورا
وكان مثل الصيف في بلادي
يوزع الظلال والعبيرا
قولي لهم: ((أنا قصصت شعري
((… لان من أحبه يحبه قصيرا
أميرتي : إذا معا رقصنا
على الشموع لحننا الأثيرا
وحول البيان في ثوان
وجودنا أشعة ونورا
وظنك الجميع في ذراعي
فراشة تهم أن تطيرا
فواصلي رقصك في هدوء
… واتخذي من أضلعي سريرا
وتمتمي بكل كبرياء:
((… يحبني… يحبني كثيرا ))
حبيبتيي: إن أخبروك أني
لا أملك العبيدا والقصورا
وليس في يدي عقد ماس
به أحيط جيدك الصغيرا
قولي لهم بكل عنفوان
يا حبي الأول والأخيرا
قولي لهم: ((… كفاني
((… بأنه يحبني كثيرا
حبيبتي يا ألف يا حبيبتي
حبي لعينيك أنا كبير
… وسوف يبقى دائما كبيرا

حبيبتي تقرأ فنجانها

1
توقفي .. أرجوك .. عن قراءة الفنجان
حين تكونين معي..
لأنني أرفض هذا العبث السخيف،
في مشاعر الإنسان.
فما الذي تبغين، يا سيدتي ، أن تعرفي؟
وما الذي تبغين أن تكتشفي؟.
أنت التي كنت على رمال صدري..
تطلبين الدفء والأمان..
وتصهلين في براري الحب كالحصان…
ألم تقولي ذات يومٍ..
إن حبي لك من عجائب الزمان؟
ألم تقولي إنني ..
بحرٌ من الرقة والحنان؟
فكيف تسألين ، يا سيدتي،
عني .. ملوك الجان؟
حين أكون حاضراً..
وكيف لا تصدقين ما أنا أقوله؟
وتطلبين الرأي من صديقك الفنجان…
توقفي .. أرجوك .. عن قراءة الغيوب..
إن كان من بشارةٍ سعيدةٍ..
أو خبرٍ..
أو كان من حمامةٍ تحمل في منقارها مكتوب.
فإنني الشخص الذي سيطلق الحمامه..
وإنني الشخص الذي سيكتب المكتوب..
أو كان يا حبيبتي من سفرٍ..
فإنني أعرف من طفولتي .. خرائط الشمال والجنوب..
وأعرف المدائن التي تبيع للنساء أروع الطيوب..
وأعرف الشمس التي تنام تحت شرشف المحبوب..
وأعرف المطاعم الصغرى التي تشتبك الأيدي بها..
وتهمس القلوب للقلوب..
وأعرف الخمر التي تفتح يا حبيبتي نوافذ الغروب
وأعرف الفنادق الصغرى التي تعفو عن الذنوب
فكيف يا سيدتي؟
لا تقبلين دعوتي
إلى بلادٍ هربت من معجم البلدان..
قصائد الشعر بها..
تنبت كالعشب على الحيطان..
وبحرها..
يخرج منه القمح .. والنساء .. والمرجان..
فكيف يا سيدتي..
تركتني .. منكسر القلب على الإيوان
وكيف يا أميرة الزمان؟.
سافرت في فنجان…
3
فإني لست مهتماً بكشف الفال..
ولست مهتماً بأن أقيم أحلامي على رمال
ولا أرى معنى لكل هذه الرسوم ، والخطوط ، والظلال..
ما دام حبي لك يا حبيبتي..
يضربني كالبرق والزلزال..
فما الذي يفيدك الإسراف في الخيال؟
ما دام حبي كل لحظةٍ سنابلاً من ذهبٍ..
وأنهراً من عسلٍ.. وعطر برتقال..
فما الذي يفيدك السؤال؟
عن كل ما يأتيك من أطفال..
وكيف ، يا سيدتي ، يفكر الرجال..
***
توقفي فوراً..
فإني أرفض التزييف في مشاعر الإنسان
توقفي .. توقفي ..
من قبل أن أحطم الفنجان…
توقفي .. توقفي ..
من قبل أن أحطم الفنجان…

حبيبة وشتاء

.. وكان الوعد أن تأتي شتاءً
لقد رحل الشتا .. ومضى الربيع
تطرزها ، ولا ثوبٌ بديع.
ولا شالٌ يشيل على ذرانا
وهاجر كل عصفورٍ صديقٍ
ومات الطيب ، وارتمت الجذوع
ولم يسعد بك الكوخ الوديع
ففي بابي يرى أيلول يبكي
ويسعل صدر موقدتي لهيباً
فيسخن في شراييني النجيع
وتذهل لوحةٌ .. ويجوع جوع
***
وفيما يضمر الكرم الرضيع
وفي تشرين ، في الحطب المغني
وفي كرم الغمائم في بلادي
وفي النجمات في وطني تضيع
إليها قبل ، ما اهتدت القلوع
ولا ادعت الضمائر والضلوع
أشم بفيك رائحة المراعي
أقبل إذ أقبله حقولاً
ويلثمني على شفتي الربيع
بجسمي ، من هواك ، شذاً يضوع
***
فهل يطفي جهنم .. مستطيع؟
فلا تخشي الشتاء ولا قواه
أحبك .. لا يحد هواي حدٌ
ولا ادعت الضمائر والضلوع
أشم بفيك رائحة المراعي
ويلهث في ضفائرك القطيع..
أقبل إذ أقبله حقولاً
ويلثمني على شفتي الربيع
أنا كالحقل منك .. فكل عضوٍ
بجسمي ، من هواك ، شذاً يضوع
***
جهنمي الصغيرة .. لا تخافي
فهل يطفي جهنم .. مستطيع؟
فلا تخشي الشتاء ولا قواه
ففي شفتيك يحترق الصقيع

امرأة من دخان

كيف فكرت في الزيارة؟ قولي
بعد أن أطفأت هوانا السنين
إجمعي شعرك الطويل .. يخيف
الليل .. هذا المبعثر المجنون
لا تدقي بابي .. وظلي بعمري
مستحيلاً ، ما عانقته الظنون
أنت أحلى ممنوعة الطيف ، خجلى
يتمنى مرورك .. الياسمين
لا أريد الوضوح .. كوني وشاحاً
من دخانٍ .. وموعداً لا يحين
ولتعيشي تخيلاً في جبيني
ولتكوني خرافةً لا تكون
إتركيني أبنيك شعراً .. وصدراً
أنت لولاي يا ضعيفة طين
ودعي لي .. تلوين عينيك إني
تتمنى ألوان وهمي العيون .
لا تجيئي لموعدي .. واتركيني
في ضلالٍ ، يبكي عليه اليقين
واحرقيني .. إذا أردت ، فإني
لا أطيق الجمال حين يلين
أنا ما دمت في عروقي همساً
فإذا كنت واقعاً ، لا أكون !

حين أحبك

يتغير – حين أحبك – شكل الكرة الأرضيه..
تتلاقى طرق العالم فوق يديك.. وفوق يديه
يتغير ترتيب الأفلاك
تتكاثر في البحر الأسماك
ويسافر قمرٌ في دورتي الدمويه
يتغير شكلي:
أصبح شجراً.. أصبح مطراً..
أصبح أسود، داخل عينٍ إسبانيه..
***
تتكون – حين أحبك- أوديةٌ وجبال
تزداد ولادات الأطفال
تتشكل جزرٌ في عينيك خرافيه..
ويشاهد أهل الأرض كواكب لم تخطر في بال
ويزيد الرزق، يزيد العشق، تزيد الكتب الشعريه..
ويكون الله سعيداً في حجرته القمريه..
تتحضر – حين أحبك- آلاف الكلمات
تتشكل لغةٌ أخرى..
مدنٌ أخرى..
أممٌ أخرى..
تسرع أنفاس الساعات
ترتاح حروف العطف.. وتحبل تاءات التأنيث..
وينبت قمحٌ ما بين الصفحات
وتجيء طيورٌ من عينيك.. وتحمل أخباراً عسليه
وتجيء قوافل من نهديك.. وتحمل أعشاباً هنديه
يتساقط ثمر المانغو.. تشتعل الغابات
وتدق طبولٌ نوبيه..
***
يمتلئ البحر الأبيض – حين أحبك- أزهاراً حمراء
وتلوح بلادٌ فوق الماء
وتغيب بلادٌ تحت الماء
يتغير جلدي..
تخرج منه ثلاث حماماتٍ بيضاء
وثلاث ورودٍ جوريه
تكتشف الشمس أنوثتها..
تضع الأقراط الذهبيه
ويهاجر كل النحل إلى سرتك المنسيه
وبشارع ما بين النهدين..
تتجمع كل المدنيه..
يستوطن حزنٌ عباسيٌ في عينيك..
وتبكي مدنٌ شيعيه
وتلوح مآذن من ذهبٍ
وتضيء كشوفٌ صوفيه
وأنا الأشواق تحولني
نقشاً.. وزخارف كوفيه
أتمشى تحت جسور الشعر الأسود،
أقرأ أشعاري الليليه
أتخيل جزراً دافئةً
ومراكب صيدٍ وهميه
تحمل لي تبغاً ومحاراً.. من جزر الهند الشرقيه..
***
يتخلص نهدك – حين أحبك – من عقدته النفسيه
يتحول برقاً. رعداً. سيفاً. عاصفةً رمليه..
تتظاهر – حين أحبك – كل المدن العربيه
تتظاهر ضد عصور القهر،
وضد عصور الثأر،
وضد الأنظمة القبليه..
وأنا أتظاهر – حين أحبك – ضد القبح،
وضد ملوك الملح،
وضد مؤسسة الصحراء..
ولسوف أظل أحبك حتى يأتي زمن الماء…
ولسوف أظل أحبك حتى يأتي زمن الماء…

سأقول لكِ أحبّكِ..

سأقول لك “أحبك”..
حين تنتهي كل لغات العشق القديمه
فلا يبقى للعشاق شيءٌ يقولونه.. أو يفعلونه..
عندئذ ستبدأ مهمتي..
في تغيير حجارة هذا العالم..
وفي تغيير هندسته..
شجرةً بعد شجره..
وكوكباً بعد كوكب..
وقصيدةً بعد قصيده..
سأقول لك “أحبك”..
وتضيق المسافة بين عينيك وبين دفاتري..
ويصبح الهواء الذي تتنفسينه يمر برئتي أنا..
وتصبح اليد التي تضعينها على مقعد السيارة..
هي يدي أنا..
سأقولها، عندما أصبح قادراً،
على استحضار طفولتي، وخيولي، وعساكري،
ومراكبي الورقيه..
واستعادة الزمن الأزرق معك على شواطيء بيروت..
حين كنت ترتعشين كسمكةٍ بين أصابعي..
فأغطيك، عندما تنعسين،
بشرشفٍ من نجوم الصيف..
3
سأقول لك “أحبك”..
وسنابل القمح حتى تنضج.. بحاجةٍ إليك..
والينابيع حتى تتفجر..
والحضارة حتى تتحضر..
والعصافير حتى تتعلم الطيران..
والفراشات حتى تتعلم الرسم..
وأنا أمارس النبوه
بحاجةٍ إليك..
4
سأقول لك “أحبك”..
عندما تسقط الحدود نهائياً بينك وبين القصيده..
ويصبح النوم على ورقة الكتابه
ليس الأمر سهلاً كما تتصورين..
خارج إيقاعات الشعر..
ولا أن أدخل في حوارٍ مع جسدٍ لا أعرف أن أتهجاه..
كلمةً كلمه..
ومقطعاً مقطعاً…
إنني لا أعاني من عقدة المثقفين..
لكن طبيعتي ترفض الأجساد التي لا تتكلم بذكاء…
والعيون التي لا تطرح الأسئله..
إن شرط الشهوة عندي، مرتبطٌ بشرط الشعر
فالمرأة قصيدةٌ أموت عندما أكتبها..
وأموت عندما أنساها..
5
سأقول لك “أحبك”..
عندما أبرأ من حالة الفصام التي تمزقني..
وأعود شخصاً واحداً..
سأقولها، عندما تتصالح المدينة والصحراء في داخلي.
وترحل كل القبائل عن شواطيء دمي..
الذي حفره حكماء العالم الثالث فوق جسدي..
التي جربتها على مدى ثلاثين عاماً…
فشوهت ذكورتي..
وأصدرت حكماً بجلدك ثمانين جلده..
بتهمة الأنوثه…
لذلك. لن أقول لك (أحبك).. اليوم..
وربما لن أقولها غداً..
فالأرض تأخذ تسعة شهورٍ لتطلع زهره
والليل يتعذب كثيراً.. ليلد نجمه..
والبشرية تنتظر ألوف السنوات.. لتطلع نبياً..
فلماذا لا تنتظرين بعض الوقت..
لتصبحي حبيبتي؟؟.
بتهمة الأنوثه…
لذلك. لن أقول لك (أحبك).. اليوم..
وربما لن أقولها غداً..
فالأرض تأخذ تسعة شهورٍ لتطلع زهره
والليل يتعذب كثيراً.. ليلد نجمه..
والبشرية تنتظر ألوف السنوات.. لتطلع نبياً..
فلماذا لا تنتظرين بعض الوقت..
لتصبحي حبيبتي؟؟.

عند امرأة

كانت على إيوانها
وكان يبكي الموقد
معطرٌ .. ممهد
يمد لي ذراعه
حتى الرسوم تشتهي
هنا .. ويندى المقعد
يعوي شتاءٌ ملحد
وفي الذرى رعدٌ .. وفي
وفي صميمي غيمةٌ
تبكي .. وثلجٌ أسود
وكنت في جوارها
تصب لي .. وأنشد
شعرٌ .. ونبيذٌ جيد
وشمعةٌ مسلولةٌ
لم يبق إلا سعلةٌ
***
كانت تئن مثلما
ترنو إلي لبوةً
برغبةٍ لها يد ..
الغطاء .. أفعى تشرد
وجسمها تحت اللهيب
والعقد فوق ناهديها
سابحٌ .. مغرد
تنهار .. ثم تصعد ..
كانت كما أريدها
يحار فيها الموجد
من النساء أعبد
فشعرها كما أحب
ونهدها كسلةٍ
من ياسمينٍ يقعد ..
كانت إذن ممدودةً
وكان يبكي الموقد
والخليج يزبد
وفي صميمي غيمةٌ
كعقدها غريزتي
تنهار .. ثم تصعد ..
***
كانت كما أريدها
يحار فيها الموجد
قد أدركت ذوقي وما
من النساء أعبد
فشعرها كما أحب
مهملٌ مبدد
ونهدها كسلةٍ
من ياسمينٍ يقعد ..
***
كانت إذن ممدودةً
وكان يبكي الموقد
وكانت الأحراج تبكي
والخليج يزبد
وفي صميمي غيمةٌ
تبكي ، وثلجٌ أسود ..

قارئة الفنجان

جلست والخوف بعينيها
تتأمل فنجاني المقلوب
قالت:
يا ولدي.. لا تحزن
فالحب عليك هو المكتوب
يا ولدي،
قد مات شهيداً
من مات على دين المحبوب
فنجانك دنيا مرعبةٌ
وحياتك أسفارٌ وحروب..
ستحب كثيراً يا ولدي..
وتموت كثيراً يا ولدي
وستعشق كل نساء الأرض..
وترجع كالملك المغلوب
بحياتك يا ولدي امرأةٌ
عيناها، سبحان المعبود
فمها مرسومٌ كالعنقود
ضحكتها موسيقى و ورود
لكن سماءك ممطرةٌ..
وطريقك مسدودٌ.. مسدود
فحبيبة قلبك.. يا ولدي
نائمةٌ في قصرٍ مرصود
والقصر كبيرٌ يا ولدي
وكلابٌ تحرسه.. وجنود
وأميرة قلبك نائمةٌ..
من يدخل حجرتها مفقود..
من يطلب يدها..
من يدنو من سور حديقتها.. مفقود
من حاول فك ضفائرها..
يا ولدي..
مفقودٌ.. مفقود
بصرت.. ونجمت كثيراً
لكني.. لم أقرأ أبداً
فنجاناً يشبه فنجانك
لم أعرف أبداً يا ولدي..
أحزاناً تشبه أحزانك
مقدورك.. أن تمشي أبداً
في الحب .. على حد الخنجر
وتظل وحيداً كالأصداف
وتظل حزيناً كالصفصاف
مقدورك أن تمضي أبداً..
في بحر الحب بغير قلوع
وتحب ملايين المرات…
وترجع كالملك المخلوع

قراءة في كف امرأة جميلة

ليس هناك امرأةٌ في الدنيا أجمل منك..
ولكن مشكلتك..
كمشكلة الوردة التي لا تشم عطرها..
كمشكلة الكتاب الذي لا يعرف القراءة..
أنت أهم امرأة في العالم..
لا لأن عينيك هما حديقتان آسيويتان مقمرتان
ولا لأن شفتيك تحتكران نصف محصول فرنسا
من النبيذ
ولا لأن نهديك هما أول ديكتاتورين يحكمان
العالم الثالث..
ولا لأن جسدك الذكي..
يفهم ما أقوله، قبل أن أقوله..
أنت أهم امرأة في العالم..
لأنني أحبك….

كلَ عام وأنتِ حبيبتي..

1
كل عامٍ وأنت حبيبتي..
أقولها لك،
عندما تدق الساعة منتصف الليل
وتغرق السنة الماضية في مياه أحزاني
كسفينةٍ مصنوعةٍ من الورق..
أقولها لك على طريقتي..
متجاوزاً كل الطقوس الاحتفاليه
التي يمارسها العالم منذ 1975 سنة..
وكاسراً كل تقاليد الفرح الكاذب
التي يتمسك بها الناس منذ 1975 سنة..
ورافضاً..
كل العبارات الكلاسيكية..
التي يرددها الرجال على مسامع النساء
منذ 1975 سنة..
2
كل عامٍ وأنت حبيبتي..
أقولها لك بكل بساطه..
كما يقرأ طفلٌ صلاته قبل النوم
وكما يقف عصفورٌ على سنبلة قمح..
فتزداد الأزاهير المشغولة على ثوبك الأبيض..
زهرةً..
وتزداد المراكب المنتظرة في مياه عينيك..
مركباً..
أقولها لك بحرارةٍ ونزق
كما يضرب الراقص الاسباني قدمه بالأرض
فتتشكل ألوف الدوائر
حول محيط الكرة الأرضيه..
……………………………….
……………………………….
……………………………….
3
كل عامٍ وأنت حبيبتي..
هذه هي الكلمات الأربع..
التي سألفها بشريطٍ من القصب
وأرسلها إليك ليلة رأس السنه.
كل البطاقات التي يبيعونها في المكتبات
لا تقول ما أريده..
وكل الرسوم التي عليها..
من شموعٍ.. وأجراسٍ.. وأشجارٍ.. وكرات
ثلج..
وأطفالٍ.. وملائكه..
لا تناسبني..
إنني لا أرتاح للبطاقات الجاهزه..
ولا للقصائد الجاهزه..
ولا للتمنيات التي برسم التصدير
فهي كلها مطبوعة في باريس، أو لندن،
أو أمستردام..
ومكتوبةٌ بالفرنسية، أو الانكليزية..
لتصلح لكل المناسبات
وأنت لست امرأة المناسبات..
بل أنت المرأة التي أحبها..
أنت هذا الوجع اليومي..
الذي لا يقال ببطاقات المعايده..
ولا يقال بالحروف اللاتينيه…
ولا يقال بالمراسله..
وإنما يقال عندما تدق الساعة منتصف الليل..
وتدخلين كالسمكة إلى مياهي الدافئه..
وتستحمين هناك..
ويسافر فمي في غابات شعرك الغجري
ويستوطن هناك..
4
لأنني أحبك..
تدخل السنة الجديدة علينا..
دخول الملوك..
ولأنني أحبك..
أحمل تصريحاً خاصاً من الله..
بالتجول بين ملايين النجوم..
5
لن نشتري هذا العيد شجره
ستكونين أنت الشجره
وسأعلق عليك..
أمنياتي.. وصلواتي..
وقناديل دموعي..
6
كل عامٍ وأنت حبيبتي..
أمنيةٌ أخاف أن أتمناها
حتى لا أتهم بالطمع أو بالغرور
فكرةٌ أخاف أن أفكر بها..
حتى لا يسرقها الناس مني..
ويزعموا أنهم أول من اخترع الشعر..
7
كل عامٍ وأنت حبيبتي..
كل عامٍ وأنت حبيبك..
أنا أعرف أنني أتمنى أكثر مما ينبغي..
وأحلم أكثر من الحد المسموح به..
ولكن..
من له الحق أن يحاسبني على أحلامي؟
من يحاسب الفقراء؟..
إذا حلموا أنهم جلسوا على العرش
لمدة خمس دقائق؟
من يحاسب الصحراء إذا توحمت على جدول ماء؟
هناك ثلاث حالاتٍ يصبح فيها الحلم شرعياً:
حالة الجنون..
وحالة الشعر..
وحالة التعرف على امرأة مدهشةٍ مثلك..
وأنا أعاني – لحسن الحظ-
من الحالات الثلاث..
8
اتركي عشيرتك..
واتبعيني إلى مغائري الداخليه
اتركي قبعة الورق..
وموسيقى الجيرك..
والملابس التنكريه..
واجلسي معي تحت شجر البرق..
وعباءة الشعر الزرقاء..
سأغطيك بمعطفي من مطر بيروت
وسأسقيك نبيذاً أحمر..
من أقبية الرهبان..
وسأصنع لك طبقاً إسبانياً..
من قواقع البحر..
إتبعيني – يا سيدتي- إلى شوارع الحلم الخلفيه..
فلسوف أطلعك على قصائد لم أقرأها لأحد..
وأفتح لك حقائب دموعي..
التي لم أفتحها لأحد..
ولسوف أحبك..
كما لا أحبك أحد..
9
عندما تدق الساعة الثانية عشره
وتفقد الكرة الأرضية توازنها
ويبدأ الراقصون يفكرون بأقدامهم..
سأنسحب إلى داخل نفسي..
وأسحبك معي..
فأنت امرأةٌ لا ترتبط بالفرح العام
ولا بالزمن العام..
ولا بهذا السيرك الكبير الذي يمر أمامنا..
ولا بتلك الطبول الوثنية التي تقرع حولنا..
ولا بأقنعة الورق التي لا يبقى منها في آخر الليل
سوى رجالٍ من ورق..
ونساءٍ من ورق..
10
آه.. يا سيدتي
لو كان الأمر بيدي..
إذن لصنعت سنةً لك وحدك
تفصلين أيامها كما تريدين..
وتسندين ظهرك على أسابيعها كما تريدين
وتتشمسين..
وتستحمين..
وتركضين على رمال شهورها..
كما تريدين..
آه.. يا سيدتي..
لو كان الأمر بيدي..
لأقمت عاصمةً لك في ضاحية الوقت
لا تأخذ بنظام الساعات الشمسية والرمليه
ولا يبدأ فيها الزمن الحقيقي
إلا..
عندما تأخذ يدك الصغيرة قيلولتها..
داخل يدي..
11
كل عامٍ وعيناك أيقونتان بيزنطيتان..
ونهداك طفلان أشقران..
يتدحرجان على الثلج..
كل عامٍ.. وأنا متورطٌ بك..
وملاحقٌ بتهمة حبك..
كما السماء متهمةٌ بالزرقه
والعصافير متهمةٌ بالسفر
والشفة متهمةٌ بالإستداره…
كل عامٍ وأنا مضروبٌ بزلازلك..
ومبللٌ بأمطارك..
ومحفورٌ – كالإناء الصيني – بتضاريس جسمك
كل عامٍ وأنت.. لا أدري ماذا أسميك..
إختاري أنت أسماءك..
كما تختار النقطة مكانها على السطر
وكما يختار المشط مكانه في طيات الشعر..
وإلى أن تختاري إسمك الجديد
إسمحي لي أن أناديك:
“يا حبيبتي”…

 وفاة نزار قبّاني

قضى نزار قباني 15 عاماً وحيداً في لندنـ وذلك بعد أن ترك بيروت بعد مقتل زوجته بقليس، وكان يقضي وقته في كتابة أشعاره مع إثارة الجدل والمعارك مثل قصيدة، متى يلعنون العرب، وأم كلثوم علي قائمة التطبيع، وغيرها من القصائد التي أثارت الجدل، ثم توفي في لندن في  30 أبريل/نيسان  عن 1998 عمرٍ يُناهز 75 عاماً

يمكنكم أيضاً قراءة: شعر عيد ميلاد حبيبي نزار قباني

عن محمد خليل

حاصل علي ليسانس حقوق ، لدي العديد من الخبرات داخل مصر وخارجها بدول الخليج في مجالات (إدارة شركات الآمن والسلامة، محترف مراقبة المواقع والأفراد والعمل من خلال كاميرات المراقبة ،CCTV OPERATOR وكذلك خبرة في مجال التسويق والمبيعات وكذلك خبرة في مجال تصنيع أحدث أنواع الأسنان وأخيرا مجال التحقيقات الإدارية بإحدى المؤسسات الحكومية واعمل محرر مقالات بموقع قلمي وأمنيتي أن انشر العلم بشكل متكامل ليصل لجميع محبي موقع قلمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Notice: Undefined index: wp-postpass_4abb54412593c5896c489ac2b8447579 in /home/qlamy/public_html/wp-content/plugins/abod-html-cache/abod-html-cache.php on line 139

Notice: file_put_contents(): write of 8192 bytes failed with errno=122 Disk quota exceeded in /home/qlamy/public_html/wp-content/plugins/abod-html-cache/abod-html-cache.php on line 152

Warning: file_put_contents(): Only -1 of 195239 bytes written, possibly out of free disk space in /home/qlamy/public_html/wp-content/plugins/abod-html-cache/abod-html-cache.php on line 152

Notice: ob_end_flush(): failed to delete and flush buffer. No buffer to delete or flush in /home/qlamy/public_html/wp-content/plugins/abod-html-cache/abod-html-cache.php on line 162