أحاديث رمضانية صحيحة، اختص الله سبحانه وتعالى شهر رمضان المبارك بخصائص عدة لما له من مكانة عظيمة ففيه نزل القرآن الكريم هدى ورحمة للعالمين، وفيه ليلة القدر التى أختصها الله تعالى بذكرها فى كتابه الكريم حيث قال سبحانه { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ}.
وقد جاء ذكر شهر رمضان المبارك فى كتاب الله، وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه فى العديد من المواضع التى تتضمن فوائد الصوم، وبيان فضله، وبيان لأجر الصائم؛ وكذلك توضيح لمدى أهمية الصيام والقيام بشهر رمضان الفضيل، لذلك نقدم من خلال قسم شهر رمضان التابع لمنصة قلمى الشاملة بعضاً من أحاديث رمضانية صحيحة وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم .
أحاديث رمضانية صحيحة
تعتبر سنة الرسول صلوات ربي وسلامه عليه هى التشريع الثانى بعد كتاب الله سبحانه وتعالى، ولكننا كثيراً ما نجد جانباً من الأحاديث الموضوعة والضعيفة المنسوبه إليه صلى الله عليه وسلم فنرددها بدون علمٍ منا، فيجب علينا جميعا التحري، والتأكد من صحة الأحاديث التى نتناقلها، وذلك من خلال أهل العلم والحديث.
لذلك بعد البحث والتدقيق فى علم الحديث فهذه جملة من الأحاديث، والآثار الصحيحة التى وردت فى فضل الصيام، وفوائده، وفضل شهر رمضان الكريم، ومنزلته عند الله تعالى؛ ومن بين تلك الأحاديث الصحيحة ما يلى :-
- عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : كَيْفَ كَانَتْ صَلاَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ ؟ فَقَالَتْ كَانَتْ صَلَاتُهِ فِي شَهْرٍ رَمَضَانُ وَغَيْرَةِ ثَلَاثِ عَشْرَةٍ رَكْعَةً بِاللَّيْلِ مِنْهَا رَكْعَتَا الفَجْرِ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ بِرَقْمٍ (738).
- عَنْ مَالِكَ عَنْ نَافِعٌ عَنْ اِبْنِ عَمْر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ.: أَنَّهُ ذِكْرُ رَمَضَانَ فَقَالَ لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْا الْهِلاَل وَلَا تَفْطُرُوا حَتَّى تَرَوْهُ فَإِنْ أُغْمِيَ عَلَيْكُمْ فَاِقْدِرُوا لَهُ. رَوْاهُ مُسْلِمَ (1080).
- قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُنِّيَّ الإِسْلَامِ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةٌ أَنَّ لَا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ, وإقام الصَّلَاةُ، وإيتاء الزَّكَاةُ، وَالحَجُّ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ. أَخْرَجَهُ, البُخَارِيُّ.
- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولُ لَا يَفْطُرُ، وَيَفْطُرُ حَتَّى نَقُولُ لَا يَصُومُ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِسْتَكْمَلَ صِيَامُ شَهْرٍ إِلَّا رَمَضَانُ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانِ “أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ”.
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةُ – رَضِيَ اللهُ عَنْهُ – أَنَّ رَسُولَ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: (الصِّيَامُ جَنَّةٌ، فَلَا يَرْفُثُ وَلَا يَجْهَلُ، وَإِنْ اِمْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلِيَقُلْ: إِنَّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لِخُلُوفِ فَمٍ الصَّائِمِ أَطْيَبَ عِنْدَ اللّه تَعَالَى مِنْ رِيحِ المَسْكِ، يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتُهُ مِنْ أَجْلِيَّ الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالحَسَنَةُ بِعَشَرٍ أَمْثَالُهَا) البُخَارِيُّ (1795).
- قَالَ رَسُولُ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (قَالَ اللهُ: كُلُّ عَمِلَ اِبْنَ آَدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامِ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جَنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمٍ أَحَدَكُمْ فَلَا يَرْفُثُ، وَلَا يَصْخَبُ؛ فَإِنْ سَابَهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتِلُهُ فَلِيَقُلْ: إِنَّي اِمْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٌ بِيَدِهِ لِخُلُوفِ فَمٍ الصَّائِمِ أَطْيَبَ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ المَسْكِ للصائم فَرِحَتَانِ يُفْرِحُهُمَا إِذَا أَفْطِرْ فَرَح وَإِذَا لَقِيَ رَبُّهْ فَرَح بِصَوْمِهِ) البُخَارِيُّ (1805).
- عَنْ أَنَسَ بِنْ مَالِكُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةٌ) أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ فِي باَب الصَّوْمِ (1922)، وَمُسْلِمٌ فِي باَب الصِّيَامِ (1095).
- عَنْ سَهْلٍ – رَضِيَ اللهُ عَنْهُ – عَنْ النَّبِيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: (إِنْ فِي الجَنَّةِ بَابَا يُقَالُ لَهُ: الرَّّيّان، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرَهِمْ؛ يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرَهِمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أَغْلَقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ) البُخَارِيُّ (1797).
أحاديث فى فضل شهر رمضان ومنزلته الرفيعة
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ.: (الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالجَمَعَةُ إِلَى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مكفرات مَا بَيْنَهِنَّ إِذَا اِجْتَنَبَ الكبائر)” رَوَاهُ مُسْلِمٌ بِرَقْمٍ( 233)”.
- عَنْ أَبَا هُرَيْرَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مِنْ صَامَ رَمَضَانُ إِيمَانًا، وَاِحْتِسَابًا غَفَرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدَرِ إِيمَانًا، وَاِحْتِسَابًا غَفَرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)”رَوْاهُ مُسْلِمَ (760)”.
- عَنْ أَبِي سُهَيْلٌ عَنْ أَبِيهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: (إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَتَحْتَ أَبْوَابَ الجَنَّةِ وَغَلَّقْتُ أَبْوَابَ النَّارِ وَصَفَّدْتَ الشَّيَاطِينَ) “رَوْاهُ مُسْلِمَ (1079)”.
- عَنْ اِبْنٍ أَبِي أَنَسُ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ: (إِذَا كَانَ رَمَضَانُ فَتَحَتْ أَبْوَابَ الرَّحْمَةِ، وَغَلَّقَتْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ، وَسَلْسَلَتْ الشَّيَاطِينَ ) “رَوْاهُ مُسْلِمَ (1079)”.
- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قِلَّتُ: يَا رَسُولُ اللهِ, أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيَّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدَرِ مَا أَقُولُ فِيهَا? قَالَ: (قَوْلِي: اَللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفْوٌ كَرِيمٌ, تُحِبُّ العَفْوَ, فَاُعْفُ عَنِّي) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَصْحَابُ السُّنَنِ قَالَ التَّرْمِذِي: “هَذَا حَدِيثُ حُسْنٍ صَحِيحٍ”.
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةُ: قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ (إِذَا كَانَ أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرٍ رَمَضَانُ صَفَّدْتَ الشَّيَاطِينَ، وَمَرَدَةُ الْجِنِ، وَغَلَّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يَفْتَحْ مِنْهَا بَابَ، وَفَتَحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ فَلَمْ يُغَلِّقْ مِنْهَا بَابٌ؛ وَيُنَادِي مناد يَا بَاغِي الخَيْرُ أَقْبَلُ، وَيَا بَاغِي الشَّرُّ أَقْصَرُ، وَلِلهِ عُتَقَاءُ مِنْ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ) “أَخْرَجَهُ التَّرْمِذِي (682) وقَالَ عَنْهُ الشَّيْخُ الأَلْبَانِيُّ: حَدِيثٌ صَحِيح”.
- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (تَحَرَّوْا لَيْلَةُ القَدَرِ فِي الوَتَرِ مِنْ العَشْرَ الأَوَاخِرُ مِنْ رَمَضَانَ) أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِم.
- قَالَ رَسُولُ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (ثُلَاثَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَمَضَانِ إِلَى رَمَضَانَ فَهَذَا صِيَامُ الدَّهْرِ كُلُّهُ) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (2425).
- عَنْ اِبْنِ عَبَّاسَ قَالَ: أَرَادَ رَسُولُ اللهِ الحَجَّ فَقَالَتْ اِمْرَأَةٌ لِزَوْجِهَا أَحَجَّنِي مَعَ رَسُولِ اللهِ عَلَى جَمَلِكَ، فَقَالَ مَا عِنْدَي مَا أَحُجُّكِ عَلَيْهِ، فَطَلَبَتْ مِنْهُ بأَنْ يَذْهَبَ إِلَى الرَّسُولِ يَسْأَلُهُ قَائِلًا” وَإِنَّهَا أَمَرَتْنِي أَنْ أَسْأَلَكَ مَا يُعَدِّلُ حُجَّةً مَعَكَ” فَقَالَ رَسُولُ اللهِ (أقرئها السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَأَخْبَرَهَا أَنَّهَا تُعَدِّلُ حُجَّةً مَعَي يَعْنِي عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ) آخَرُ جة ابوداؤد بِرَقْمٍ (1990)، و قَالَ عَنّه الشَّيْخُ الأَلْبَانِيُّ: حُسْنٌ صَحِيحٌ.
كانت هذه جانباً من أحاديث رمضانية صحيحة قد عرضناها بذلك المقال، والتى تحث على الطاعة، والتقرب إلى الله سبحانه فى شهر رمضان الفضيل؛فاللهم تقبل منا صيامنا، واستجب لنا دعائنا، واغفر لنا ذنوبنا، وتقبل منا طاعتنا، ولا تجعلنا من الخائبين.