Save قصة حياة نزار قباني - قلمي
الرئيسية / الآدب / أدباء وشعراء / قصة حياة نزار قباني

قصة حياة نزار قباني

قصة حياة نزار قباني، الأدب صار ملاذنا بين تلك الأوراق المتساقطة من أحلامٍ باتت زائفة، تهوي على أرض صلبة تمزق كل ما حوى الخيال، ولقد تعدد مدوني الأدب في العصر الحديث في فنونٍ عدة.

ولكن تظل شمس من تألق منهم لا تغيب، حتى وإن غابوا عن الدنيا، ولعل من أشهر تلك الفنون الشعر الذي صار الجميع يتغنى به، ويتذوقه دوماً فهو يبعث في النفوس الراحة، والأمل.

وبإمكان الشعر أن يخرج من نفوس البشر كل طاقة سلبية يمكن أن تتمكن من نفوسهم الهالكة بين أحجار الرحا، ورعد السماء، ولعل من أبرز هؤلاء الذين حفرت أقلامهم ما نظموا بحروفٍ من نور هو الشاعر الكبير نزار قباني.

قصة حياة نزار قباني

ولد نزار قباني لعائلة فنية حيث كان جده من رواد المسرح العربي أبو الخليل القباني، ولد في 21 مارس 1923م في سوريا، و قد نشأ في منزل يحيطه اللون الأخضر الذي عشقه كثيراً.

قصة حياة نزار قباني
قصة حياة نزار قباني

كان نزار منذ طفولته شغوفاً بالفن بشتى صوره حيث بدأ بحب الرسم ثم تغير به الحال حتى تتلمذ على يد خطاط لكي يتعلم قواعد الرسم ،والخط.

ولكن سرعان ما أحب خوض تجربة الموسيقى، وبدأ بالفعل في التدريب على العزف بآلاتها، ولكن دراسته منعته من أن يُكمل تجربته فيها.

ثم بدأت ميوله تُشكل كيان الشاعر بداخله رغم أن دراسته كانت في كلية الحقوق، وقد سافر في بلادٍ عدة، و عمل في السلك الدبلوماسي.

إلا أن كل هذا النجاح الذي حققه نزار في عمله لم يملأ فراغ الشغف بداخله الذي أحتواه القلم، وكلماتٍ من ذهب، وكان بالفعلِ ما تمنى نزار حيث ظهر أول دواوينه قالت لي السمراء.

نزار قباني شاعر المرأة والحب

تميز نزار قباني عن كل من تردد في بحور الشعر العربي فأغلبهم تنوع في شعر من غزل لرثاء، وشعر وطني، ولكن نزار لحسه المرهف، ومشاعره الفياضة انتهج طريقٍ ظن الكثيرين أنه لن يخرج عنه أبداً….

فقد تغنى بالمرأة، وللمرأة وتغزل بها حبا، وأكبر دليل على ذلك هو أن أول دواوينه أتى تحت عنوان ” قالت لي السمراء”، وتعددت دواوينه فيما بعد في الذي تلخصت في طريق واحد هو المرأة.

النكسة وتحول مسيرة قباني الشعرية

ذلك الحب النابع من قصائد قباني جعل الكثير من محبيه يعتقد أن قلمه خلق لأجل الحب فقط، ولن يحيض عنه لسبيلٍ آخر، ولكن ظل هذا الرأي سائداً حتى نكسة 67.

قصة حياة نزار قباني
قصة حياة نزار قباني

حيث بدأ نزار قباني بأولى قصائده السياسية التي عبر خلالها عن غضبه الشديد من ذلك العار الذي، وحلنا به، قصيدة هوامش على دفتر النكسة……

إذا خسرنا الحرب لا غرابة

لأننا ندخلها

بكل ما يملك الشرقي من مواهب الخطابة

بالعنتريات التي ما قتلت ذبابة

لأننا ندخلها

بمنطق الطبلة والربابة

وقد تسببت تلك القصيدة في إثارت جدل كبير حول نزار قباني مما دفع المسؤلين هناك إلى منع إذاعة قصائد، وشعر نزار قباني من أن يغنى في الإذاعة.

الأسلوب الشعري لنزار قباني:

كل من قرأ لنزار قباني، ومن عاش في عصره يعلم جيداً أن نزار قباني قد أنشأ مدرسة شعرية خاصة به لا تشبه في نهجها أحداً من سابقيه، ولن يستطيع غيره أن يسير على هذا النهج.

فقد كان قباني محباً للشعر الحديث، وكان أقرب إلى الأسلوب الصحفي التقريري اللاذع الذي أذهل كل من تذوقه، والذي تسبب فيما بعد بالكثير من المشكلات، والصراعات له.

رغم أسلوبه البسيط لكن الفكرة التي يحملها نص قباني تحتاج إلى متذوق جيد للشعر كي يعرف ماذا يريد هذا العملاق أن يقول من خلال تلك الحروف المعطرة بالحب.

أهم أعمال نزار قباني :

لم تقتصر أعمال نزار قباني على الشعر فقط بل شملت فنون أخرى من الأدب فله مسرحية بعنوان جمهورية جنونستان” لبنان حالياً”، وله أكثر من أثني عشر عمل نثري أشهرها بيروت جرية لا تشيخ، و قصتي مع الشعر “سيرة ذاتية”.

ذلك بالإضافة إلى أكثر من 36 ديوان شعري أولها قالت لي السمراء، وآخرها أبجدية الياسمين، خمسون عاماً في مديح المساء، وهل تسمعين صهيل أحزاني، لا غالب إلا الحب، هوامش على الهوامش.

نزار قباني وكاظم الساهر

بين الفنان الكبير كاظم الساهر، والراحل نزار قباني حب من نوعٍ آخر، وكأن قباني قد رسم تلك الحروف التي يشع نور الحب منها لأجل أن يتغني بها صوت القيصر.

قصة حياة نزار قباني
قصة حياة نزار قباني

فرغم أن هناك الكثير من الفنانين غنوا قصايد قباني مثل ماجدة الرومي لقصيدة كلمات، عبد الحليم حافظ لقصيدة قارئة الفنجان،غادة رجب لقصيدة لماذا، طلال مداح لقصيدة متى ستعرف كم أهواك ….

إلا أن كان الأكثرهم شهرة ونجاحاًَ هو كاظم الساهر ذلك القيصر الذي عزف بصوته على أوتار قصائد قباني فطربنا بموسيقى أعادتنا إلى زمن الفن الجميل.

وقد كانت من أشهر ما غنى كاظم لقباني هي مدرسة الحب التي سميت على نمطها المسلسل الناجح مدرسة الحب، وقصيدة كل عامٍ وأنت حبيبتي، أشهد ألا إمرأة.

الصراعات التي واجهها قباني خلال مسيرته الأدبية

فرض قباني أسلوبه المميز على كل المحيطين به، فمهما اختلفوا معه فهم شغوفين للمزيد، ولكن أسلوب قباني الحاد في قصائده لم يتسبب فقط في مشاكل له مع رجال السلطة….

حيث عُرض على أحدهم طرده نهائياً من البلاد من أجل تجنب شعره اللاذع، وتعرض لمنع نشر قصايده ،ودواوينه في بلاده التي نشأ، وترعرع فيها.

وقد انتقده رجال الدين بسبب طريقته في وصف النساء عاريات وتغزله في مفاتنهنْ، حتى اتهمه أحدهم بالإلحاد حيث أنه ينشر تعاليم، ومبادئ تخالف الشريعة، والدين الإسلامي، ويدعو الناس لفكرٍ بذئ.

حياته الشخصية

لم يأتي حب قباني للمرأة الذي بدى واضحاً في قصائده من فراغ فقد كان يحب أمه وظل طيلة حياته متعلقاً به حتى ذكرت بعض المصادره أنها ظلت ترضعه حتى السابعة، وظلت تدلل نزار حتى كانت تطعمه في فمه حتى سن الثالثة عشر.

قصة حياة نزار قباني
قصة حياة نزار قباني

كانت والدته من أصل تركي ورغم أن قباني كان له ثلاثة إخوة وأختان إلا أن له مكانة خاصة بينهم ظلت في قلب والدته حتى وافتها المنية حيث تأثر نزار كثيراً ورثاها بعد وفاتها في ديوانه الرسم بالكلمات.

تزوج نزار قباني في البداية من ابنة خالته زهراء وأنجب هدباء وتوفيق الذي توفي في شبابه ورثاه والده في قصيدته “الأمير الخرافي توفيق قباني”.

ثم تزوج قباني من بلقيس التي التقى بها في أمسية شعرية في بغداد وعاش يتغنى بحبها في قصائده، ولكن لم تتكمل القصة كما كان يتمنى فقد قُتلت حبيبته في عملية انتحارية للسفارة العراقية في لبنان.

وقد اتهم قباني الجميع في التورط في قتل حبيبته.

وفاته:

بعد أن اقتلعت بلقيس قلبه بمقتلها غادر نزار لبنان تاركاً ذكرياته وآلامه وظل يتردد على باريس وجنيف ولكنه استقر نهايةً على أن يعيش في لندن، وأعاد نشر قصائده ودواوينه هناك مرة أخرى.

وظل الألم ينحر في قلبه حتى تسبب في تهالك قواه على المقاومة للتعافي من المرض حتى تقاعد في فراش المرض وظل وضعه الصحي في تدهو يوماً بعد الآخر حتى توفي في 30 إبريل عام 1998م عن عمر يناهز 75 عاماً أفناه للأدب ومن أجل المرأة التي تمثل الحياة.

للمزيد يمكنكم زيارة موقع قلمي 

عن سارة محمد

أنا محررة في مجالات الأدب والتاريخ والصحة شاعرة وكاتبة قصة قصيرة ملمة بقواعد السيو وأحب القراءة كثيراً، خريجة كلية الآداب جامعة القاهرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Notice: Undefined index: wp-postpass_4abb54412593c5896c489ac2b8447579 in /home/qlamy/public_html/wp-content/plugins/abod-html-cache/abod-html-cache.php on line 139

Warning: file_put_contents(cache2/LyVkOSU4MiVkOCViNSVkOCVhOS0lZDglYWQlZDklOGElZDglYTclZDglYTktJWQ5JTg2JWQ4JWIyJWQ4JWE3JWQ4JWIxLSVkOSU4MiVkOCVhOCVkOCVhNyVkOSU4NiVkOSU4YS8=): failed to open stream: Disk quota exceeded in /home/qlamy/public_html/wp-content/plugins/abod-html-cache/abod-html-cache.php on line 152

Notice: ob_end_flush(): failed to delete and flush buffer. No buffer to delete or flush in /home/qlamy/public_html/wp-content/plugins/abod-html-cache/abod-html-cache.php on line 162